أن يأخذ تأشيرة ولكن تختلف عن الأُولى إذ أنّ مدّة المسموحة للسفر في الأُولى سبعة أيّام أمّا الثانية فمدّتها أكثر.
ولذلك قال والدك : أُريد البقاء في كربلاء أكثر ولن أُسافر بالتأشيرة الأُولى. وحيث إنّني تعاهدت مع السيّدة رقيّة عليها السلام أن أزورها إذا وفّقت للذهاب إلى كربلاء فقد ذهبنا إلى سوريا لنتحرّك منها نحو العراق إلّا أنّني خفت من الذهاب عبر السيارات ورفضت بشدّة. ولحسن الحظّ أنّ والدك سأل أحدهم في سوريا ويدعى الحاج محمود الشيرازي ـ كان يؤجّر المنازل للزوّار ـ فقال : ألا يوجد هنا طائرة إلى بغداد فإنّ زوجتي تخشى الذهاب عبر السيارة؟ فقال الحاج محمود : اليوم ستصل طائرة من فرنسا إلى دمشق سينزل منها شخصان ثمّ تحلّق إلى بغداد فإذا تحبّ أحجز لك مكانهما ، فوافق والدك وأخذ الحاج محمود لنا تذكرتين وحرّكنا في نفس اليوم من مطار دمشق نحو بغداد في الساعة التاسعة ليلاً.
وفي الساعة العاشرة دخلنا بغداد فأشار بعض المسافرين علينا أن نذهب إلى الكاظمين إلّا أنّ والدك رفض وقال : الليلة ليلة الجمعة وهي ليلة زيارة سيّد الشهدا عليه السلام ولذلك سأذهب إلى كربلاء فأخذنا متاعنا وذهبنا إلى كربلاء وكان الوقت بعد منتصف الليل فبقينا نتردّد بين الحرمين إلى الصباح وقد استمرّ سفرنا في العراق أربعين يوماً ثمّ رجعنا إلى ايران سالمين غانمين رزقنا الله تعالى في الدنيا زيارتهم وفي الآخرة شفاعتهم.
في أواخر شهر رمضان المبارك سنة ١٤١٧ ه عرضت إحدى القنوات التفازية في ايران بمناسبة يوم القدس فيلماً بعنوان «الباقي» وقد عرض نفس الفيلم قبلاً في السينما في شتّى انحاء ايران.
أمّا محور الفيلم فهو يدور حول حياة رجل وامرأة فلسطينيين واسمهما «سعيد ولطيفة» وكان قد قتلا أيّام الانتهاكات الوحشية والقتل العشوائي الذي كانت تقوم به