والتي قبر السيّدة موجود فيه اليوم ـ استمرضت العقيلة وماتت ودفنت في نفس القرية (١).
فتحت العقيلة زينب عينيها المباركتين في المدينة المنوّرة في الخامس من جمادي الأُولى السنة الخامسة أو السادسة للهجرة ، وحينما أخبر رسول الله صلى الله عليه واله بولادتها جاء إلى منزل الصدّيقة الزهراء عليها السلام وقال : ايتوني بالمولودة لأراها ، فجاءته الصدّيقة عليها السلام بها فأخذها في حضنه وهو ينظر إليها ودموعه تنحدر على خدّيه ، فتوجّهت الصدّيقة الزهراء عليها السلام إلى ذلك وهاج بها الحزن بها وقالت : ممّا بكاءك يا أبة؟! قال صلى الله عليه واله : إنّ بكائي لما يجري على هذه الطفلة بعدنا من المصائب.
فقد عرضت عليّ مصائب كربلاء وما يجري على ابنتي هذه يوم عاشوراء بعد قتل أخيها الحسين عليه السلام وكيف أنّها ستصبر على قضاء الله تعالى وقدره ، ثمّ مكث رسول الله صلى الله عليه واله ينظر إليها مليّاً ويبكي مدّة إلى أن قال صلى الله عليه واله ما مضمونه : يا فاطمة! كلّ من بكى لمصائب زينب ينال ثواب من بكى على الحسن والحسين عليهما السلام.
جرياً على العادة ، فإنّ أمير المؤمنين والصدّيقة الزهراء عليها السلام لم يكونا يسبقا رسول الله صلى الله عليه واله في تسمية أبناءهما ، ولذا فإنّهما عند تسمية عقيلة الهاشميين بقيا ينتظران رسول الله صلى الله عليه واله الذي كان ينتظر السماء ماذا تسمّيهم.
وعندما دخل رسول الله صلى الله عليه واله عليهما الدار هبط الأمين جبرائيل عليه السلام وأشار عليه أن يسمّيها بـ «زينب» وبالطبع فإنّ لأمير المؤمنين بنتين بهذا الإسم إحداهما زينب الكبرى والأُخرى زينب الصغرى ، أمّا كنيتها عليها السلام فهي أُمّ الحسن ، وفي بعض الأخبار أنّ كنيتها أُمّ كلثوم.
وكانت عليها السلام تلقّب بـ «العقيلة» و «عقيلة بني هاشم» و «عقيلة الطالبيين» ،
__________________
(١) شام سرزمين خاطره ها تأليف مهدي پيشوايى ص ٢١٥ ـ ٢١٦.