قداماها منذ سنين طويلة ، وعلى الرغم إنّني سخّرت ثروتي العظيمة كلّها من أجل شفاءها إلّا أنّني لم أصل إلى نتيجة أصلاً حتّى أتيت إلى زيارة السيّدة زينب عليها السلام وتوسّلت بها ونذرت لها بأن إذا شافت ابنتي أُهدي لحرمها ضريحاً مرصّعاً بالجواهر.
ولمّا رجعت إلى بيروت وجدت أنّهم بعثوا لي رسالة يخبروني بشفاء ابنتي من مرضها فبعثت لكم الرسالة أُبشّركم بشفاءها ولذا فقد سافرت إلى بلدي وشاهدت كيف شافت عقيلة الطالبيين عليها السلام ابنتي فتشيّعت بسبب هذه الكرامة وتشيّع معي الكثير من الناس (١).
نقل الحاج ملّا علي السلطان على الخطيب التبريزي الذي يعدّ من العبّاد والزهّاد فقال : رأيت في المنام إمام العصر والزمان عليه السلام وقلت له : سيّدي إنّ ما نسب إليك في الزيارة الناحية أنّك قلت : فلأندبنّك صباحاً ومساءً ولأبكينّ عليك بدل الدموع دماً صحيح؟!
قال : نعم. قلت : سيّدي ما هي المصيبة التي جعلتك تبكي بدلاً الدمع دماً؟! فهل هي مصيبة علي الأكبر؟ قال : لا ، فلو كان علي الأكبر حي لبكى هو أيضاً لتلك المصيبة دماً. قلت : سيّدي ألمصيبة عمّك العبّاس تبكي دماً؟ قال : لا ، لو كان عمّي العبّاس لبكى لتلك المصيبة دماً.
قلت : حتماً إنّها مصيبة جدّك الحسين عليه السلام هي التي جعلتك تبكي دماً؟! قال : لا ، ولو كان جدّي سيّد الشهداء عليه السلام حيّاً لبكى من أجل تلك المصيبة دماً. قتل : ما هي تلك المصيبة التي جعلتك تبكي دماً؟! قال : إنّها مصيبة عمّتي زينب عليها السلام (٢).
__________________
(١) مجموعة أنوار علمى معصومين عليهم السلام ص ٦٥ تأليف الشيخ علي الفلسفي.
(٢) شيفتگان حضرة مهدى عليه السلام تأليف الشيخ قاضي زاهدي ص ١٤٥ نقلاً عن العبقري الحسان للمرحوم النهاوندي.