وسروا برأسك في القنا وقلوبها |
|
تسمو إليه ووجدها يضنيها |
إن أخّروه شجاه رؤية حالها |
|
أو قدّموه فحالة يشجيها |
نقل صاحب «بحر المصائب» فقال : إنّ السيّدة زينب عليها السلام بعد فاجعة كربلاء ومآسي الشام والبكاء الطويل على سيّد الشهداء عليه السلام احدودب ظهرها وشاب رأسها وقضت بقيّة عمرها الشريف بالحزن والأسى إلى أن فارقت الدنيا مظلومة.
وقال صاحب «بحر المصائب» أيضاً : إنّ السيّدة أُمّ كلثوم عليها السلام توفّت بعد أربعة أشهر من رجوع أهل البيت عليهم السلام إلى المدينة المنوّرة ، وبعد ثمانين يوماً من رحيل السيّدة أُمّ كلثوم شاهدت العقيلة زينب عليها السلام أُمّها الصدّيقة الزهراء عليها السلام في المنام ، ولمّا استيقظت من النوم بقيت تبكي وتلطم على رأسها وجهها إلى أن أُغمي عليها ، ولمّا جاءوا إليها وحرّكوها وجدوها قد فارقت الدنيا.
وبرحيل العقيلة زينب عليها السلام تجدّد مصاب أهل البيت عليهم السلام وجلسوا عليها بالعزاء وأعادوا ببكاءهم ذكريات عاشوراء الأليمة التي أمضّت قلوب العلويين.
أمّا تاريخ وفاتها فقيل أنّه في العاشر من شهر رمضان المبارك ، وقيل في الرابع عشر من شهر رجب الأصب سنة ٦٢ ه كما ذهب إلى ذلك النسّابة عبيدلي المتوفّى سنة ٢٧٧ في كتابه أخبار الزينبيات.
وكما يبدو أنّ المؤرخين لم يختلفوا في سنة وفاة العقيلة زينب عليها السلام إلّا أنّهم وكما أشرنا اختلفوا في تاريخ وفاتها إلى قولين ، وهناك قول ثالث ذهب أنّ وفاتها في الخامس من شهر رجب الأصب ، والله أعلم بحقائق الأُمور.
ذكر السبط ابن الجوزي في «تذكرة الخواص» فقال : إنّ لعبد الله بن جعفر أولاداً متعدّدين منهم : علي ، وعون الأكبر ، ومحمّد ، والعبّاس وأُمّ كلثوم ، وأُمّهم السيّدة زينب عليها السلام بنت الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام والصدّيقة فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه واله.