فقال : اعلم أنّه منذ اليوم الذي توفّيت فيه عمّتي زينب عليها السلام وملائكة السماء تعقد مجلساً يوم وفاتها في السماء يقرؤون خطبتها في سوق الكوفة ويبكون إلى أن أذهب إليهم وأُسكتهم ، واليوم هو يوم وفاة عمّتي زينب عليها السلام وقد رجعت للتوّ من ذلك المجلس.
نعم ، يحقّ للملائكة أن تبكي لفقد هذه السيّدة الجليلة ، فلو لم يكن منها سوى السنة والنصف التي عاشتها بعد مقتل سيّد الشهداء عليه السلام فغيّرت من خلالها التاريخ لكفى.
بل إنّ يزيد الطاغية قبل أن تدخل العقيلة زينب عليها السلام الشام أسيرة كان فرحاً مسروراً بقتل سيّد الشهداء عليه السلام ولكن وبعد أن دخلت عليه قلبت نهاره إلى ليل وجعلته يجرّ آهات الحزن والحسرة طيلة عمره المتبقّي إلى أن فطس وذهب بعار الدنيا وعذاب الآخرة ألا فلعنة الله عليه وعلى أبيه وعلى بني أُميّة قاطبة ولعنة الله على كلّ من ملّكهم رقاب المسلمين.
عندما كان البعثيون يقصفون مدينة قم المقدّسة التجأت أكثر من مرّة بمسجد جمكران المعروف. وفي أحد الأيّام خرجت من المسجد وقصدت زيارة السيّدة فاطمة المعصومة عليها السلام في قم المقدّسة ، وبعد الزيارة ذهبت لزيارة آية الله العظمى السيّد شهاب الدين مرعشي قدس سره فدار الحديث حول أهل البيت عليهم السلام وفضائلهم وإذا بآية الله المرعشي يقول : عندما ولدت السيّدة زينب عليها السلام أعطتها الصدّيقة الزهراء عليها السلام إلى رسول الله والإمام علي والحسن عليهم السلام وكانت السيّدة زينب عليها السلام مطبقة عيناها لم تفتحها في وجه أحدهم ، إلّا أنّها حينما أخذها أخوها سيّد الشهداء عليه السلام فتحت عيناها في وجهه المبارك.
وأضاف سماحته قدس سره فقال : وفي مجلس يزيد ـ لعنة الله عليه ـ كان الرأس الشريف ينظر إلى جميع الأسارى وهو على الرمح الطويل ، إلّا أنّه عندما نظر إلى حال أُخته العقيلة عليها السلام أطبق جفنيه وجرت دموعه وكأنّه عليه السلام يقول لها : أُخيّ زينب ، لقد حفظتي لي عيالي ، فجزاك الله خيراً ولاتزيدني خجلاً فوق خجلي.