فقطعوها فخرجوا عليهم شاكين في السلاح. فقال لهم خولي : إليكم عنّا ، فحملوا عليه وعلى أصحابه فقاتلوهم قتالاً شديداً فقتل من أصحاب خولي لعنه الله ستمائة فارس وقتل من الشبّان خمس فوارس ، فقالت أُمّ كلثوم : ما يقال لهذه المدينة؟ فقالوا : سيبور. فقالت عليها السلام : أعذب الله شرابهم وأرخص الله أسعارهم ورفع أيدي الظلمة عنهم. قال أبو مخنف : فلو أنّ الدنيا مملوّة ظلماً وجوراً لما نالهم إلّا قسطاً وعدلاً (١).
ذكر في ناسخ التواريخ : أنّ أهل البيت عليهم السلام عندما قربوا من بعلبك كتب جلاوزة ابن سعد إلى حاكم بعلبك : بأن الرؤوس التي معنا رؤوس خوارج وهؤلاء أهلهم ونساءهم أخذنا إلى يزيد فأعدّوا المدينة لقدومهم.
فأمر حاكم البلدة أن يخرج أهلها بالدفوف والمزامير تسبقهم المغنّيات فرحاً بقتل أهل البيت عليهم السلام ، آنذاك التفتت السيّدة أُمّ كلثوم عليها السلام وقالت : ما اسم هذه البلدة؟ قالوا : بعلبك ، فقالت : أباد الله تعالى خضرائهم ولا أعذب الله شرابهم ولا رفع الله أيدي الظلمة عنهم (٢).
ذكر السيّد ابن طاووس في اللهوف فقال : فلمّا قربوا ـ أي أهل البيت عليهم السلام ـ من دمشق دنت أُمّ كلثوم عليها السلام من الشمر وكان من جملتهم ، فقالت له : لي إليك حاجة؛ فقال : ما حاجتك؟
فقالت : إذا دخلت بنا البلد فاحملنا إلى درب قليل النظّارة ، وتقدّم إليهم أن يخرجوا هذه الرؤوس من بين المحامل وينحّونا عنها فقد خزينا من كثرة النظر إلينا ونحن في هذه الحال ، فأمر في جواب سؤالها أن تجعل الرؤوس على الرماح في أوساط
__________________
(١) مقتل أبي مخنف ص ١٢٥ ـ ١٢٦.
(٢) اكسير العبادات في أسرار الشهادات ج ٣ ص ١٣٧.