المحامل بغياً منه وكفراً ، وسلك بهم بين النظّارة على تلك الصفة حتّى أتى بهم باب دمشق فوقفوا على درج باب المسجد الجامع حيث يقام السبي.
يقول مؤلّف «ناسخ التواريخ» : إنّ الشمر اللعين كان يفتخر بحمله رأس سيّد الشهداء عليه السلام ويقول : أنا صاحب الرمح الطويل ، أنا قاتل الدين الأصيل ، أنا قتلت ابن سيّد الوصيين ، وأتيت برأسه إلى يزيد أمير المؤمنين.
ولمّا سمعته السيّدة أُمّ كلثوم يفتخر بذلك قالت : يا لعين وابن اللعين ، ألا لعنة الله على الظالمين ويا ويلك أتفتخر على يزيد الملعون بن الملعون بقتل من ناغاه في المهد جبرئيل ومن اسمه مكتبو على سرادق عرش الجليل ، ومن ختم الله بجدّه المرسلين وقمع بأبيه المشركين ، فأين منل جدّي محمّد المصطفى وأبي المرتضى وأُمّي فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
ولمّا سمع خولي كلامها قال : تأبين الشجاعة وأنت بنت الشجاع.
ذكر العلّامة المجلسي قدس سره في البحار وغيره : أنّ أهل البيت عليهم السلام عندما رجعو إلى المدينة وشاهدوا جدرانها تأوّهت السيّدة أُمّ كلثوم وبكت بدمع يحرق القلوب وأنشدت :
مدينة جدّنا لا تقبلينا |
|
فبالحسرات والأحزان جئنا |
ألا أخبر رسول الله عنّا |
|
بأنّا قد فجعنا في أخينا |
وقد نسب أرباب المقاتل مجموعة من الأبيات للسيّدة أُمّ كلثوم عليها السلام انتخبنا منها هذين البيتين.
ونقل أنّها ذهبت إلى قبر أُمّها فاطمة عليها السلام شاكية باكية تصيح واحسيناه وتقول :
أفاطم لو نظرت إلى السبايا |
|
بناتك في البلاد مشتّتينا |
أفاطم لو نظرت إلى الحيارى |
|
ولو أبصرت زين العابدينا |
أفاطم لو رأيت بتنا سهارى |
|
ومن سهر الميالي قد عيينا |
فلو دامت حياتك لم تزالي |
|
إلى يوم القيامة تندبينا |