لم يزل مثلها تهدهده هذه الدنيا |
|
والحلم والفراش الوثير |
فإذا بالزمان يُثقل كتفيها |
|
بما قد ينوء منه ثبير |
فهي جسم يدافع السوط بالكفّ |
|
وعين بدمعها تستجير |
يالوجدي وقد مررت عليها |
|
وعلى القبر من أساها سطور |
فبدى طيفها لعيني نِضواً |
|
من سياط حدا بهنّ الغرور |
قد تعاورنها ودرن عليها |
|
وهي من وقعها الأليم تدور |
وبراها السرى ففي عودها الناحل |
|
وهن مبرح وضمور |
تسأل الأُمّهات أين أبوها |
|
كيف أغضى وهو الشفيق الغيور |
كُنّ يوهمنها بأنّ أباها |
|
غائب حان عوده والحضور |
غير أنّ الغياب طال عليها |
|
والعشي امتدّت بها والبكور |
وألحّت تريده ذات يومٍ |
|
فهو في قعر ذهنها محفور |
فأتوها بالرأس أذيل خدّيه |
|
هجير ونحره منحور |
فهوت فوقه وأغفت كما |
|
أغفى على دفء أُمّه عصفور |
حضنت رأسه وأسلمت الروح |
|
وجفت كما تجفّ الزهور |
أيّها الزائرون في ودّ ذي القربى |
|
سعيتم فسعيكم مشكور |
هل لمحتم شمائل الأُمّ في البنت |
|
فللفرع ما روته الجذور |
ما هو القبر بل شعائر قدسٍ |
|
في محاريبها يطوف الشعور |
يُكتب السعي في المسير إليها |
|
فهي آثار فضلها مأثور |
الثمو تربها الطهور احتساباً |
|
إن ترباً ضمّ الطهورَ طَهورُ |
وانظروا كيف يزدهي القبر فيها |
|
والتراتيل والشذى والنور |
فلكم أوحشت قبور بأهليها |
|
وشعت بساكنيها قبور |
للمرحوم العلّامة الشاعر الدكتور السيّد مصطفى جمال الدين المتوفّى ١٤١٧ ه ق :
في الشام في مثوى أُميّة مرقد |
|
يُنبيك كيف دم الشهادة يخلد |