الدين فأوجد له الحرب تلو الأُخرى كلّ ذلك دفاعاً منه عن الشرك وعبادة الأصنام والاطاحة بالرسالة الإلهية وبثّ التحلّل الأخلاقي مقابل الدعوات الأخلاقية التي كان النبي صلى الله عليه واله يعمل النشرها بين الناس (١).
فقد ذكر الزمخشري وهو أحد أعلام أهل السنّة قائلاً :
كان أبو سفيان رجلاً قصير القامة قبيح المنظر وزوجته هند ، وكانت له أجيرة وعاملة تعمل له اسمها صباح (ذات جمال وطراوة في قمّة أُنوثتها) فكانت هند تنظر لها على أنّها أجيرة وأمة إلّا أنّ الأُمور لم تدم هكذا بل اندفع أبو سفيان إلى صباح ليشكّل معها علاقة غير مشروعة في الخفاء ، حتّى اعتقد بعض المؤرخين أنّ عتبة ـ فضلاً عن معاوية ـ ابن أبي سفيان من صباح وليسا من هند ، ولهذا كانت هند غيرسعيدة بهذا الولد الجديد بعدما فضلت صباح أن تضعه بعيداً عن بيت أبي سفيان بل اختارت أن تضعه في الصحراء وهكذا كانت ولادة عتبة (٢).
قال رسول الله صلى الله عليه واله : «بنو أُميّة عائلة مطرودة ومكروهة ليسوا من المهاجرين ولا من الأنصار ، حصلوا على ثروات المسلمين بالغارات والمكر والتظاهر بالدين واستعبدوهم» (٣).
وخلال فترة حكم بني أُميّة لم يكن منهم شيء يذكر سوى الرجوع إلى عصر الجاهلية والكفر والإلحاد (٤).
وكان أبو سفيان يقول : اللهمّ أرجع إلينا أيّام الجاهلية لنحمي فيها حكمنا ،
__________________
(١) فلسفة ثورة الحسين عليه السلام ص ٨٠ / فارسي.
(٢) ربيع الأبرار.
(٣) الف شهر أسود ص ٨٤ / فارسي.
(٤) المصدر السابق ص ٧٦ / وقد ترجمت النصوص بالمعنى.