الحسين عليه السلام منه وهم اليوم ملؤوا العالم كلّه (١).
روى أبو الحسن المدائني فقال : ولدت الف امرأة بعد الحرّة من غير زوج فسمّوا بـ (أولاد الحرّة) وقال آخر : عشرة آلاف امرأة بكر ولدت بعد فاجعة الحرّة من غير زوج (٢) ، وفي أخبار الدول : أنّ الجيش الأموي زنا بألف فتاة باكرة ولم ينتهي الأمر إلى هذا الحدّ بل نهبوا أموال الناس وأباحوا دمائهم وأعراضهم فعاثوا فساداً وفسقاً في مدينه النبي صلى الله عليه واله حتّى ذكر بعضهم أنّهم مارسوا الزنا في مسجد النبي صلى الله عليه واله.
وكانت هذه الهجمة الهمجية على المدينة بعدما خلع أهلها بيعة يزيد وقاموا ثائرين ضدّه بعد واقعة كربلاء ، وبعد ما جلب رسل يزيد وعمّاله من الشام كلّ الرذائل الأخلاقية وافشوها في المدينة.
فمن كلام لابن الجوزي قال فيه : إنّ وفداً من أهل المدينة قدموا إلى الشام ولمّا رجعوا جهروا بشتمه ولعنه وقالوا : قدمنا من عند رجل لا دين له يسكر ويدع الصلاة (٣).
فجنايات هذا الرجل وفساده وخبث طينته وظلمه وتعدّيه على الدين وتوهين أهله وتحقير شعائر ومقدّسات الإسلام من الأُمور المشهورة عند المؤرخين وقد ذكرها أكابر أهل السنّة أيضاً.
جاء في كتاب «جواهر المطالب» لأبي البركات شمس الدين محمّد الباغندي الذي توجد نسخته الخطّية في مكتبة الروضة الرضوية المقدّسة ، ذكر أبوالبركات نقلاً عن ابن الفوطي في تاريخه فقال :
__________________
(١) شخصية الإمام الحسين بن علي عليه السلام المتألّقة للمؤلّف ط ١ ص ٢٥٤.
(٢) راجع تذكرة الخواص ص ٢٥٩ ـ ٢٦٠.
(٣) تذكرة الخواص ص ٢٥٩.