كلّ زمان ومكان نجوم نورانية متألّقة في سماء الفضيلة ينيرون درب الهداية للسائرين.
وهذا الكتاب «كوكبة الشام المتألّقة السيّدة رقيّة بنت الإمام الحسين عليهما السلام» الذي نضعه بين يديك عزيزي القارئ عبارة عن تأريخ حياة هذه السيّدة الجليلة واستعراض لقصّتها التي تُبكي الحجر. والتي شاركت في إيصال مظلومية الإمام الحسين وثورته الخالدة في عاشوراء على صغر سنّها ، فها هو قبرها الصغير اليوم إلى جانب القصر الأخضر لمعاوية ويزيد (لعنهما الله) من أقوى الأدلّة على إدانتهما وهو شاهد آخر على مظلومية أهل البيت عليهم السلام واستبداد آل أُميّة وطاغوتيتهم الذين عبّر عنهم القرآن الكريم بـ «الشجرة الملعونة في القرآن» (١) وقبل البدء نذكر هذا الحديث الشريف لتنوير قلوب محبّي أهل البيت عليهم السلام وإحراقاً لقلوب أعدائهم حيث قال رسول الله صلى الله عليه واله : «معرفة آل محمّد براءة من النار وحبّ آل محمّد جواز على الصراط ، والولاية لآل محمّد أمان من العذاب» (٢).
سبب تأليف الكتاب
في حدود عام ٥٦ ـ ٥٧ شمسي الموافق عام ١٩٧٨ م تقريباً مرض أحد أبنائي مرضاً شديداً ألمّ به حتّى أيقنّا بأنه سيُعاق في المستقبل على أقلّ التقادير ، ولكن مع ذلك توسّلنا بعزيزة الحسين عليه السلام صاحبة الهمّ والغمّ السيّدة رقيّة عليها السلام بعدما راجعنا الطبيب وعملنا طبق إرشاداته ، فنذرت لله تعالى نذراً في كتابة كتاب عن هذه الماجدة الصغيرة إن قام ولدي من مرضه بسلام ، والحمد لله فببركة عنايات هذه الكوكبة الماجدة من آل محمّد صلى الله عليه واله شُفي ولدي وكأن شيئاً لم يكن ، ومنذ ذلك الوقت شرعت في مطالعة المصادر والكتب التي تناولت ذكر السيّدة رقيّة عليها السلام فجمعت منها ما استطعت بعد جهد وعناء.
__________________
(١) سورة الإسراء : ٦٠.
(٢) البحار للمجلسي (المتوفّى عام ١١١١ ه) ، والمراجعات للمرحوم شرف الدين العاملي (المتوفّى عام ١٣٧٧ ه) ص ٢٩ ، والغدير.