ولا يخفى أنّ علاقة بني أُميّة مع الروم كانت عريقة جدّاً ، إذ أنّ بني أُميّة لم يكونوا من أصل عربي أصلاً وإنّما كانوا من الروم.
كما يستفاد من الرواية السابقة أنّ الأئمّة الأطهار عليهم السلام يعرفون اللغة الرومية جيّداً ، علماً أنّ مع معتقدات الشيعة الإمامية في الأئمّة عليهم السلام أنّهم يعرفون جميع اللغات بل ويحسنون التكلّم بها إذ أنّه لا يمكن أن يكون حجّة الله على الخلق جاهلاً بلغة ما لأنّ ذلك يستوجب النقص النافي لحجّيته على العباد.
من جانب آخر تدلّ الرواية أنّ يزيد في بادئ الأمر بعد دخول أهل البيت عليهم السلام الشام وحبسهم في دمشق كان ينوي قتلهم ومحو آثارهم تماماً وهذا ما يظهر من حديث ابن عساكر إلّا أنّه وبعد مدّة انصرف عن هذه الفكرة الشيطانية (١).
أيّها الظالمون اعتبروا
انظر عزيزي القارئ بعين الاعتبار كيف أنّ معاوية ويزيد اللذين كانا يبلّغان لأنفسهما ويدّعون أمام أهل الشام أنّهما من المقرّبين عند الرسول صلى الله عليه واله أنّ ذلك لم يدم طويلاً حيث انكشفت هذه الأُلعوبة وعرف الناس خداعهما حتّى أنّ معاوية بن يزيد أقرب الناس إليهما ارتقى المنبر أمام الملأ العام وأقرّ أنّ أمير المؤمنين عليه السلام وأحفاده عليهم السلام أحقّ بالخلافة من بني أُميّة (٢).
فقد شاءت إرادة السماء أن تجري الحقائق على لسان أقرب الناس إلى بني أُميّة ويبقى هذا الحديث علامة بارزة في جبين التاريخ لتعتبر منه الأجيال عبر العصور المختلفة.
__________________
(١) راجع تحقيق حول يوم أربعين سيّد الشهداء عليه السلام فارسي للشهيد آية الله سيّد محمّد علي القاضي الطباطبائي التبريزي رحمه الله ص ٤٥٨ ـ ٤٦٦.
(٢) أشرنا إلى بعض المقتطفات من خطبته فليراجع.