قال : فأخلف (١) رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى شنّة (٢) يتوضّأ بها فيها ماء ، وكان الماء يومئذ أغدارا (٣) والنّاس يريدون الماء فنادى : «هل أحد منكم معه ماء»؟ فلم يبق أحد إلّا أخلف يده إلى كلاله يبتغي الماء في شنّه فلم يجد أحدهم قطرة فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ناوليني أحدهما» فناولته إيّاه من تحت الخدر ، فرأيت بياض ذراعيهما حين ناولته فأخذه فضمه إلى صدره وهو يصغو ما يسكت فأدلع له لسانه فجعل يمصّه حتى هدأ وسكن فلم أسمع له بكاء ، والآخر يبكي كما هو ما يسكت فقال : «ناوليني الآخر» فناولته إيّاه ففعل به كذلك ، فسكت فلم أسمع لهما صوتا ، ثم قال : «سيروا» فصدعنا يمينا وشمالا عن الظعائن حتى لقيناه على قارعة الطريق ، فأنا لا أحبّ هذين؟ وقد رأيت هذا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم [٣٢٢٥]؟.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علّان بن عبد الرّحمن الحرّاني الحافظ ، أنا محمّد بن سفيان المصّيصي ح.
وأخبرناه عاليا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم القارئ ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن مسرور ، نا الحاكم أبو أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد الحافظ ، أنا أبو يوسف محمّد بن سفيان الصّفار ـ بالمصّيصة ـ ، نا اليمان بن سعيد ، نا الحارث بن عطية ، عن شعبة ، عن الحكم ، عن إبراهيم ، عن أنس قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يفرّج بين رجلي الحسن ويقبّل ذكره.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان ، وأبو غالب بن البنّا ، وأبو محمد عبد الله بن محمد ، قالوا : أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي ، أنا أحمد بن جعفر ، أنا عبد الله (٤) حدّثني أبي ، نا وكيع ، نا حماد بن سلمة ، عن محمد [يعني ابن زياد](٥) عن (٦) أبي هريرة قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم حامل الحسن بن علي على عاتقه ولعابه يسيل عليه.
__________________
(١) كذا بالأصل.
(٢) الشنة بهاء القربة الخلق الصغيرة ج شنان (القاموس).
(٣) في المطبوعة : «أعزازا» وفي المختصر «إعذارا» كالأصل.
(٤) مسند الإمام أحمد ٢ / ٤٤٧.
(٥) الزيادة للإيضاح عن مسند أحمد.
(٦) بالأصل «بن» خطأ والصواب ما أثبت كما في المسند.