ولو لاك لم يغو بإبليس عابد |
|
فكيف وقد أغوى صفيّك آدما (١) |
أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا جدي أبو محمّد ، قال : سمعت الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ يقول : سمعت أبا الحسين أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المقرئ يقول : سمعت أبا عبد الله محمّد بن عبيد الله بن الحسن بن سعيد المقرئ يقول : سمعت أبا الفضل هشام بن زياد الأزرق الأزدي يقول : سمعت عبدوس راوية أبي نواس يقول دخلت على أبي نواس الحسن بن هانئ في علّته التي مات فيها فقلت له : كيف تجدك يا أبا نواس؟ فقال : أجدني قائلا (٢) :
سبحان من خلق |
|
الخلق من ضعيف مهين |
يسوقه من قرار (٣) |
|
إلى قرار مكين |
تحول (٤) شيئا فشيئا |
|
في الحجب دون العيون |
حتى استوت حركات |
|
مخلوقة من سكون |
قال : ثم أطرق ساعة فتركته وانصرفت فلما كان من غد دخلت عليه فقلت له : كيف تجدك يا أبا نواس؟ قال : أجدني قائلا :
وعظتك أجداث صمت |
|
ونعتك أزمنة خفت |
وتكلمت عن أوجه تبلى |
|
وعن صور سبت |
وارتك قبرك في القبور |
|
وأنت حي لم تمت |
لا تشمتن بميّت |
|
إن المنيّة لم تمت |
ولربما انقلب الشمات |
|
فحلّ بالقوم الشمت |
قال : ثم أطرق فتركته وانصرفت فلما كان في اليوم الثالث دخلت عليه فقلت له :
كيف تجدك يا أبا نواس؟ قال : أجدني قائلا (٥) :
يا نواسي تفكّر |
|
وتعزا (٦) وتصبر |
__________________
(١) الخبر والشعر مكرر بالأصل.
(٢) الأبيات في ديوانه ص ٦١٩.
(٣) الديوان : هواء يحور دون العيون
(٤) رواية الديوان : في الحجب شيئا فشيئا.
(٥) الأبيات في ديوانه ص ٦٢٠.
(٦) الديوان : تومّر وتجمل.