ساءك الدهر بشيء |
|
ولما سرك أكثر |
يا كثير الذنب عفو |
|
الله من ذنبك أكبر |
أكثر (١) العصيان في |
|
أصغر عفو الله يصغر |
فلما كان في اليوم الرابع فقلت : كيف تجدك يا أبا نواس؟ قال : أجدني قائلا :
كن مع الله يكن لك |
|
واتّقه فلعلك |
لا تكن إلّا معدّا |
|
للمنايا فكأنك |
إنّ للموت لسهما |
|
واقعا دونك أو بك |
فعلى الله توكّل |
|
وبتقواه تمسّك |
نحن نمسي بين أسباب |
|
سكون وتحرّك |
قال : ثم أطرق فتركته وانصرفت ، فلما كان في اليوم الخامس دخلت عليه فقلت :
كيف تجدك يا أبا نواس؟ قال : أجدني قائلا :
يا ناظرا ترفو بعيني راقد |
|
ومشاهدا للأمر غير مشاهد |
منّتك نفسك ضلة فأبحتها |
|
طرف الحمام وأنت غير مراصد |
تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي (٢) |
|
درك الجنان بها وفوز العابد |
ونسيت أن الله أخرج آدما |
|
منها إلى الدنيا بذنب واحد |
قال ثم أطرق فتركته وانصرفت فلما كان في اليوم السادس دخلت عليه فقلت له :
كيف تجدك يا أبا نواس؟ قال : أجدني قائلا (٣) :
دب فيّ السقام (٤) سقما (٥) وعلوا |
|
وأراني أموت عضوا فعضوا |
ليس (٦) يأتي من ساعة بي |
|
إلّا نقصتني بمرهابي جزوا |
__________________
(١) رواية الديوان :
أكبر الأشياء عن أحد |
|
غر عفو الله أصغر |
(٢) كتبت فوق السطر بالأصل.
(٣) الأبيات في ديوانه ص ٥٨٠ وأخباره لابن منظور ص ٣٠٥.
(٤) الديوان : الفناء.
(٥) الديوان وأخباره لأبي نواس : سفلا.
(٦) الديوان :
ليس من ساعة مضت لي إلّا