أدعوك ربّي كما أمرت تضرّعا |
|
فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم |
إن كان لا يرجوك إلّا محسن |
|
فمن (١) الذي يرجو ويخشى المجرم |
ما لي إليك وسيلة إلّا الرجا |
|
وجميل عفوك (٢) ، ثم أنّي مسلم |
قال : فوقفت حتى جهزناه وصلّينا عليه ودفناه وانصرفت.
أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي (٣) ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن سعيد المالكي ، نا أبو الطاهر ، حمزة بن علي ـ بالعسكر ـ نا الحسن بن عليل ، حدّثني محمّد بن منصور الملائي ، حدّثني عمرو بن عثمان ، عن بعض شيوخه إلى نوبخت قال : قال إسماعيل بن نوبخت : مات عندي أبو نواس وكان يختلف إليه طبيب فدخلت عليه يوما ومعي الطبيب فنظر إليه ثم غمزني بعينه وقام فاتبعته أماشيه وأحسب أبا نواس ليس يفطن بي ، فقال لي سرا : إن الرجل ذاهب فاحتسب نفس أبي نواس في بعض ما ناجاني به فلما رجعت إليه قال : ما ذا قال؟ قال : فقلت له : قال لا بأس عليه وهو اليوم عندي أصلح منه بالأمس فأنشأ يقول :
سألتك بالمودة والجوار |
|
وقرب الدار من قرب المزار |
بما ناجاك إذ ولّى سعيد |
|
فقد أوحشت من ذاك السرار |
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو الحسن محمّد بن إبراهيم الفارقي ـ بها ـ أنا أحمد بن محمّد بن أحمد الماليني ، نا أبو علي أحمد بن محمّد بن محمّد بن جعفر الصولي ـ بالأهواز ـ نا جعفر بن محمّد الدقاق ـ ببغداد ـ حدّثني حسن بن الداية ، قال : دخلت على أبي نواس الحسن بن هانئ في مرضه الذي مات فيه ، فقلت له : عظني فرفع رأسه إليّ وأنشأ يقول (٤) :
تكثّر ما استطعت من الخطايا |
|
فإنك لاقيا (٥) ربّا غفورا |
__________________
(١) في الديوان : فبمن يلوذ ويستجير المجرم. وفي أخباره لأبي نواس : فمن الذي يدعو ويرجو المجرم
(٢) أخبار أبي نواس : ظني.
(٣) ضبطت عن التبصير.
(٤) الأبيات في وفيات الأعيان ٢ / ٩٨ منسوبة إلى أبي نواس.
(٥) الوفيات : بالغ.