ستبصر إذ وردت عليه عفوا |
|
وتلقى سيدا ملكا كبيرا |
تعضّ ندامة كفّيك لما |
|
تركت مخافة النار السرورا |
فقلت له : ويلك في مثل هذه الحال تعظني بمثل هذه الموعظة ، قال : اسكت : نا حمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ادّخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» [٣٣٤٤].
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، نا الحسن بن عبد السلام الخطيب ، قال : دخلت على دعبل الشاعر فسمعته يقول : كان للحسن بن هانئ خاتمان ، خاتم فصّه من عقيق مربع عليه مكتوب :
تعاظمني ذنبي فلما عدلته |
|
بعفوك ربي كان عفوك أعظما |
والآخر حديد صيني عليه : لا إله إلّا الله مخلصا فأوصى عند موته أن تقلع وتغسل وتجعل في فمه (١).
أخبرنا أبو منصور بن عبد الملك ، أنا وأبو الحسن علي بن الحسن ، نا أحمد بن علي بن ثابت (٢) ، حدّثني
عبيد الله بن أبي الفتح ، نا أحمد بن إبراهيم ، نا عبيد الله بن عبد الرّحمن السكري ، نا عبد الله بن أبي سعد ، حدّثني إبراهيم بن إسماعيل بن أخي أبي نواس ، حدّثني أبو جعفر الصائغ الآدم (٣) قال : لما حضر أبو نواس [الموت](٤) قال : اكتبوا هذه الأبيات على قبري :
وعظتك أجداث صمت |
|
ونعتك أزمنة خفت |
وتكلمت عن أوجه |
|
تبلى وعن صور سبت |
وأرتك قبرك في القبور |
|
وأنت حي لم تمت |
قال ابن أبي سعد : مات أبو نواس في سنة ثمان وسبعين ـ يعني ـ ومائة.
قال : وأخبرني أحمد بن عبد الواحد ، نا عبيد الله بن عثمان ، نا الحكيمي ، نا ميمون بن هارون بن مخلد بن أبان الكاتب ، قال : قال محمّد بن حفص الفأفاء ـ مولى
__________________
(١) الخبر نقله ابن منظور في أخباره عن محمد بن عبد الواحد.
(٢) الخبر والشعر في تاريخ بغداد ٧ / ٤٤٨.
(٣) تاريخ بغداد : الأدمي.
(٤) زيادة عن تاريخ بغداد.