أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو عثمان البحيري (١) ، أنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي المؤذن ، حدّثني أبو بكر أحمد بن محمّد بن موسى الأصبهاني ـ بأصبهان ـ قال : رأى أبو نواس في المنام فقيل : ما فعل الله بك؟ قال : غفر لي بأبيات قلتها في النرجس :
تأمل في نبات الأرض وانظر |
|
إلى آثار ما فعل المليك |
عيون في لجين فاخرات |
|
وأحداق لكالذهب السبيك |
على قصب الزبرجد شاهدات |
|
بأن الله ليس له شريك |
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ـ شفاها ـ نا عبد العزيز التميمي ، نا أسد بن القاسم الحلبي ، حدّثني خالي عبد الله بن صالح ، وكان قد تأدب على الصنوبري ، حدّثني من أثق به أنه رأى أبا نواس الحسن بن هانئ في النوم وهو في نعمة كبيرة فقال له : أبا (٢) نواس؟ [قال : نعم](٣) قال : ما فعل الله بك؟ قال : غفر لي وأعطاني هذه النعمة ، قال : قلت : ومما ذا وأنت كنت مخلطا فقال لي : إليك عني. جاء بعض الصالحين إلى المقابر في ليلة من الليالي فبسط رداءه في المقابر وصفّ قدمه وصلّى ركعتين لأهل المقابر عن آخرهم فدخلت أنا في جملتهم.
أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك ، أنا وأبو الحسن علي بن الحسن ، نا أبو بكر الحافظ (٤) ، أنا علي بن محمّد المعدّل ، أنا عثمان بن أحمد ، نا محمّد بن أحمد بن البراء ، نا عمر بن مدرك ، حدّثني أحمد بن يحيى ، عن محمّد بن نافع ، قال : كان أبو نواس لي صديقا فوقعت بيني وبينه هجرة في آخر عمره ، ثم بلغني وفاته فتضاعف عليّ الحزن ، فبينا أنا بين النائم واليقظان إذا أنا به فقلت : أبا (٥) نواس؟ فقال : لات حين كنية ، قلت : الحسن بن هانئ؟ قال : نعم ، قلت : ما فعل الله عزوجل بك؟ قال : غفر
__________________
(١) تقرأ بالأصل «البختري» وهو خطأ والصواب ما أثبت ، واسمه سعيد بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر ، ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ١٠٣.
(٢) الأصل «أبو».
(٣) الزيادة لازمة للإيضاح.
(٤) الخبر في تاريخ بغداد ٧ / ٤٤٩ وانظر وفيات الأعيان ٢ / ١٠٢ ـ ١٠٣ وأخبار أبي نواس لابن منظور ص ٣١١.
(٥) بالأصل «أبو» والمثبت عن المصدرين السابقين.