العسكرية ، بل على العكس من ذلك ، فقد كان الواحد منهم إذا لم يستدع للخدمة في الجيش ، فقد كان يكلف بالعمل في بناء التحصينات والحظائر الخاصة بالعربات ، فضلا عن العمل في المشاريع البنائية الأخرى ، ومن ثم فمن الأفضل أن نطلق على العمل الذي اشتهر خطأ باسم «السخرة» ، اسم خدمة الأعمال العامة لبناء وصيانة التحصينات الدفاعية وخدمة الجيش (١) ، وكان الرجال المكلفون بالخدمة العامة يستدعون طبقا لكشوف ثابتة ، تحدد الأعمال التي يمكنهم القيام بها في المجال الزراعي والصناعي ، وكانوا بطبيعة الحال يتأثرون من هذا الاستدعاء في أعمالهم الخاصة (٢) ، وطبقا للتقاليد الخاصة بانقسام مملكة إسرائيل بعد موت سليمان ، فلقد تحملت إسرائيل ، وليس يهوذا ، العبء الأكبر من هذه الخدمة العامة (٣).
(٤) النشاط التجاري : ـ
امتاز عهد سليمان عليهالسلام بنشاط تجاري عظيم ، فلقد احتلت التجارة من اهتمامه وتدبيره مكانا عظيما ، حتى أن فصائل العربات إنما كانت في خدمة التجارة ، عند ما لا تكون في خدمة الدفاع عن الدولة (٤) ونشر الدعوة ، وقد ساعد على نجاح التجارة سيطرة سليمان عليهالسلام على الطرق التجارية في سورية وفلسطين والتي كانت قائمة منذ عهد أبيه ، وليس هناك من ريب في أن سليمان قد احتفظ بحقوق كاملة على طرق القوافل التي كانت تمر عبر أراضي «أرامي دمشق» ، فضلا عن تلك التي كانت تمر عبر أراضي الآدوميين (٥) ، ومن هنا نراه يهتم بتحصين المراكز التي كانت تسيطر
__________________
(١) O.Eissfeldt ,op ـ cit ,P. ٥٩٠.
(٢) Ibid.,P. ٥٩٠.
(٣) ملوك أول ٤ / ٦ ، ٥ / ٢٧ ـ ٣٠ ، ١١ / ٢٠ ـ ٢٣ ، وكذا.O.Eissfeldt ,op ـ cit ,P. ٥٩١.
(٤) Ibid.,P. ٥٩٦.
(٥) Ibid.,P. ٥٨٧.