يمين أيوب من أخذ بها فهو حسن ، وعن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه أتى بمجذم خبث بأمة فقال : «خذوا عثكالا فيه مائة شمراخ فاضربوه به ضربة» ، وهكذا أمر الله أيوب أن يبرّ بيمينه بأهون شيء عليه وعليها ، قال ابن كثير : وهذا من الفرج والمخرج لمن اتقى الله وأطاعه ، ولا سيما في حق امرأته الصابرة المحتسبة ، المكابدة الصّديقة ، البارة الراشدة ، ولهذا عقب الله هذه الرخصة وعلّلها بقوله : (إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ، ثم عقب ابن كثير على الرخصة بأن كثيرا من الفقهاء قد استعمل هذه الرخصة في باب الإيمان والنذور ، وتوسع آخرون فيها حتى وضعوا كتاب الحيل في الخلاص من الأيمان ، وصدوره بهذه الآية ، وأتوا فيه بأشياء من العجائب والغرائب (١).
(٢) سفر أيوب : ـ
من المعروف أن لأيوب عليهالسلام سفرا في العهد القديم (٢) ، ومكانه في الترجمة السريانية (٣) بين سفري التثنية ويشوع ، وقد اختلف الباحثون في السفر وفي صاحبه ، فيرى فيه شراح التوراة القدامى تاريخا حقيقيا ، وينسبه بعضهم إلى موسى عليهالسلام ، غير أن كثيرا من الباحثين يرون أن أيوب أقدم من موسى (٤) ، عليهماالسلام ، بل ويحددون له تاريخا حوالي عام ١٥٢٠ قبل الميلاد (٥) ، غير أن هناك فريقا يذهب إلى أن أيام عاش على أيام يعقوب عليهالسلام (١٧٨٠ ـ ١٦٣٣ ق. م) وقد تزوج من ابنته «دينة» (٦) ،
__________________
(١) تفسير الفخر الرازي ٢٦ / ٢١٥ ، تفسير النسفي ٤ / ٤٣ ، البداية والنهاية ١ / ٢٢٤ ـ ٢٢٥.
(٢) انظر عن سفر أيوب (محمد بيومي مهران : إسرائيل ٣ / ٦٧ ـ ٧٣).
(٣) انظر عن الترجمة السريانية للتوراة (محمد بيومي مهران : إسرائيل ٣ / ١١٥).
(٤) أنظر عن تاريخ موسى عليهالسلام والآراء التي دارت حوله (محمد بيومي مهران : إسرائيل ١ / ٢٨١ ـ ٤٥٥).
(٥) باروخ سبينوزا : رسالة في اللاهوت والسياسة ـ القاهرة ١٩٧١ ص ٣١٥ (مترجم.
(٦) نفس المرجع السابق ص ٣١٥ ، ثم قارن : تفسير روح المعاني ١٧ / ٨٠ ، تاريخ الطبري ١ / ٣٢٢ ، البداية والنهاية ١ / ٢٢١.