الفصل الثّاني
مولد المسيح عليهالسلام
السيد المسيح عيسى بن مريم : اسمه عيسى ، ولقبه المسيح ، ويكنى ابن مريم ، نسبة إلى أمه مريم بنت عمران ، وأما سبب تقديم اللقب على الاسم ، فذلك ، فيما يرى الفخر الرازي ، لأن المسيح كاللقب الذي يفيد كونه شريفا رفيع الدرجة مثل الصديق والفاروق ، فذكره الله تعالى أولا بلقبه ليفيد علو درجته ، ثم ذكره باسمه الخاص ، وأما نسبه لأمه ، فلأن الأنبياء إنما ينسبون إلى الآباء ، لا إلى الأمهات ، فلما نسبه الله تعالى إلى الأم ، دون الأب ، كان ذلك إعلاما لها بأنه محدث بغير الأب ، فكان ذلك سببا لزيادة فضله وعلو درجته (١).
وكلمة المسيح عند أهل الكتاب تعني المخلص المنتظر الذي يتم على يديه خلاص الشعب المختار ، ومن ثم فقد أطلق على أتباع المسيح لفظ «المسيحيين» تمييزا لهم عن اليهود (٢) ، وربما تعني كلمة المسيح ، الممسوح بزيت البركة ، كما كان اليهود يفعلون عند تنصيب ملك جديد (٣) ، وأما كلمة «يسوع» التي استعملت في الأناجيل فهي الصيغة الهيلينية لكلمة «يشوع» ،
__________________
(١) تفسير الفخر الرازي ٨ / ٥٠.
(٢) جواد علي : المرجع السابق ٦ / ٥٨٥.
(٣) صموئيل أول ١٠ / ١.