وَنَذِيراً) (١) ، ويقول : (وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) (٢) ، ويقول : (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) (٣) هذا فضلا عن أن المسيح عيسى بن مريم إنما هو واحد من أولى العزم الخمسة ، خيار ولد آدم قاطبة ، وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وقد ذكروا في القرآن الكريم تخصيصا من بين الأنبياء جميعا في آيتين ، الأولى قال تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً) (٤) ، والثانية : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) (٥).
(٢) معجزات المسيح : ـ
لا ريب في أن مولد المسيح معجزة ، وحياته معجزة ، ووفاته معجزة ، فعيسى عليهالسلام ، كما قلنا ، غير عادي في مولده وفي مبعثه وفي مماته ، فأما مولده ، فلقد شاء الله ، بعد نشأة آدم نشأة ذاتية مباشرة ، أن يجعل لإعادة النشأة الإنسانية طريقا معينا ، طريق التقاء ذكر وأنثى ، واجتماع بويضة وخلية تذكير ، فيتم الإخصاب ، ويتم الإنسال ، والبويضة حية غير ميتة ، والخلية حية كذلك متحركة ، ومضى مألوف الناس على هذه القاعدة ، حتى
__________________
(١) سورة سبأ : آية ٢٨.
(٢) سورة النساء : آية ٧٩.
(٣) سورة الأعراف : آية ١٥٨ وانظر : سورة إبراهيم : آية ١ ، ٥٢ ، الحج : آية ٤٩ ، الفرقان آية ١ ، الأحزاب : آية ٤٠ ، ص ؛ آية ٨٧.
(٤) سورة الأحزاب : آية ٧.
(٥) سورة الشورى : آية ١٣ ، وانظر تفسير الطبري ٢٥ / ١٤ ـ ١٦ ، تفسير القرطبي ١٦ / ٩ ـ ١٢ (الغالب ١٩٦٧) ، تفسير البيضاوي ٢ / ٣٥٤ ـ ٣٥٥ ، تفسير روح المعاني ٢٥ / ٢١ ـ ٢٢ ، تفسير الفخر الرازي ٢٧ / ١٥٤ ، تفسير الكشاف ٣ / ٤٦٣ ـ ٤٦٤ ، تفسير الرحمن في تفسير كلام المنان ٧ / ٩٦ ـ ٩٧ (مكة المكرمة ١٣٩٨ ه).