السلام ، فنطلق عليها وصف «إمبراطورية» ، كما أراد أن يصفها بعض المؤرخين المحدثين (١) ، أو نبالغ في حدودها كما فعل بعض الكتاب المصريين المحدثين ، فجعلها تمتد من نهر الفرات إلى البحر المتوسط ، ومن دمشق إلى الخليج العربي (٢) ، بل إن هناك من زعم ، دونما أي دليل ، أن داود وسليمان عليهماالسلام قد أقاما دولة تشمل الشام كله ، والجزيرة العربية كلها (٣) ، الأمر الذي يدعونا إلى مناقشته بشيء من التفصيل عند الحديث عن دولة سليمان عليهالسلام.
وعلى أية حال ، فربما كان تحديد الدكتور الحاخام «أبشتين» أقل مبالغة من غيره ، فقد ذهب إلى أن دولة داود كانت تمتد من فينيقيا (لبنان) في الغرب ، إلى حدود الصحراء العربية في الشرق ، ومن نهر العاص (الأورنت) في الشمال إلى خليج العقبة في الجنوب (٤) ، وأما التوراة فقد ذهبت إلى أن مملكة إسرائيل كانت في أقصى اتساع لها «من دان إلى بئر سبع» (٥) ، ومن ثم فالتوراة التي اشتهرت بمبالغاتها فيما يتصل بمملكة إسرائيل ، إنما تحدد لها من الشمال مدينة «دان» وتقع عند سفح جبل حرمون عند تل القاضي حيث منابع الأردن على مبعدة ثلاثة أميال غربي بانياس (٦) ، ومن الجنوب «بئر سبع» الحالية ، ولم تشر التوراة إلى حدود لإسرائيل من الغرب أو الشرق ، هذا أو قد ذهب المسعودي إلى أن ملك داود
__________________
(١) O. Eissfeldt, The Hebrew Kingdom, in CAH, II, Part, ٢, Cambridge, ٥٨٣.p ، ١٩٧٥.
(٢) علي إمام عطية : الصهيونية العالمية وأرض الميعاد ص ٦٣.
(٣) جمال عبد الهادي ووفاء رفعت : ذرية إبراهيم عليهالسلام وبيت المقدس ـ الرياض ١٩٨٦ ص ٢٥٥ ـ ٢٥٦ ، ٢٥٩ ، ٢٧٠.
(٤) I ,Epstein ,Judaism , ٣٥.p ، ١٩٧٠.
(٥) قضاة ٢٠ / ١ ، صموئيل أول ٣ / ٢٠ ، صموئيل ثان ٢٤ / ١٥ أخبار أيام أول ٢١ / ٢ ، وكذاM.F.Unger ,Op ـ cit ,p. ٢٣٦.
(٦) قاموس الكتاب المقدس ١ / ٣٥٦ ـ ٣٥٧.