باب الهاء
وأمّا الهاء فتزاد لبيان الحركة ، في نحو «فه» و «ارمه». وزعم أبو العبّاس أنها لا تزاد في غير ذلك. ولذلك لم يجعلها من الحروف الزوائد كما تقدّم. والصحيح أنها تزاد في غير ذلك. إلّا أنّ ذلك قليل جدّا. فالذي زيدت فيه ، من غير ذلك : «أمّهة» و «هجرع» و «هركولة» و «هبلع» و «أهراق» و «أهراح الماشية».
أمّا «أمّهة» ففيها خلاف. فمنهم من جعل الهاء فيه زائدة ، ومنهم من جعلها أصليّة. فالذي يجعلها زائدة يستدلّ ، على ذلك ، بأنها في معنى «الأمّ». قال :
*أمّهتي خندف ، والياس (١) أبي*
أي : أمي إلّا أنّ الفرق بين «أمّهة» أو «مّ» أنّ «أمّهة» إنما تقع ، في الغالب ، على من يعقل. وقد تستعمل فيما لا يعقل ، وذلك قليل جدّا ، نحو قوله :
قوّال معروف ، وفعّاله |
|
عقّار مثنى ، أمّهات الرّباع (٢) |
و «أمّ» يقع ، في الغالب ، على ما لا يعقل. وقد يقع على العاقل ، نحو قوله :
لقد ولد الأخيطل أمّ سوء |
|
على باب استها صلب ، وشام (٣) |
وممّا يدلّ أيضا ، على زيادة الهاء في «أمّهة» ، قولهم «أمّ بيّنة الأمومة» بغير هاء. ولو كانت أصليّة لثبتت في المصدر.
__________________
(١) عجز بيت ، صدره :
أنا الذي أعان فعلي حسبي ،
الرجز ، لقصي بن كلاب وفي أنساب الأشراف ١ / ٢٠ ، وجمهرة اللغة ، مادة (لهواي) والأمالي ٢ / ٣٠٥ ، وتهذيب اللغة ٦ / ٢٥١.
(٢) البيت من البحر السريع ، للسفاح بن بكير في خزانة الأدب للبغدادي ٦ / ٩٧ ، وشرح اختيار المفصل ص ١٣٦٣ ، ولسان العرب ، مادة (أمم) ، وبلا نسبة في سر صناعة الإعراب لابن جني ٢ / ٥٦٥ ، والمقتضب ٣ / ١٧٠.
(٣) البيت من البحر الوافر ، لجرير في ديوانه ص ٢٨٣ ، وشرح التصريح ١ / ٢٧٩ ، وشرح المفصل ٥ / ٩٢ ، ولسان العرب ، مادة (صلب) والخصائص لابن جني ٢ / ٤١٤ ، والمقتضب ٢ / ١٤٨.