وقال الفرّاء : شبّهوا «أسطعت» بـ «أفعلت». فهذا يدل من كلامه على أنّ أصله «استطعت». فلمّا حذفت التاء بقي على وزن «افعلت» ، ففتحت الهمزة وقطعت. وهذا الذي ذهب إليه غير مرضيّ ، لأنه لو كان بقاؤه على وزن «افعلت» بعد حذف التاء يوجب قطع همزته لما قالوا «اسطاع» بكسر الهمزة وجعلها للوصل. واطّراد ذلك عندهم ، وكثرته ، يدلّ على فساد مذهبه.
فإن قيل : ما ذهب إليه سيبويه ، من زيادة السين لتكون معدّة للعوض ، لم يثبت ، فينبغي أن يحمل «أسطاع» على ما ذهب إليه الفرّاء؟.
قيل : قد ثبت أنّ العرب تزيد غير السين لذلك في «أهراق» و «أهراح» ، فيحمل «اسطاع» على ذلك. وأما قطع همزة الوصل ، لأنّ اللفظ قد صار على وزن ما همزته همزة قطع ، فلم يستقرّ في موضع من المواضع.
* * *