باب الميم
الميم لا تخلو أن تقع أوّلا ، أو غير أوّل. فإن وقعت غير أول قضي عليها بالأصالة. وذلك أنها إذا وقعت غير أوّل ، فيما يعرف له اشتقاق ، وجدت أصليّة. نحو «شأمل» و «كريم» وأمثالهما ، مما لا يحصى كثرة ؛ ألا ترى أنّ «شأملا» ميمه أصليّة. بدليل قولهم «شملت الريح» ، وأنّ «كريما» كذلك ، لأنه من «الكرم». ولم توجد زائدة إلّا في أماكن محصورة ، تحفظ ، ولا يقاس عليها. وهي :
«دلامص» و «دمالص» بمعنى برّاق. قال الأعشى :
إذا جرّدت ، يوما ، حسبت خميصة |
|
عليها ، وجريال النّضير ، الدّلامصا (١) |
أي : البرّاق. وقد تحذف الألف منهما تخفيفا ، كما تحذف من «علابط» (٢) ، فيقال «دلمص» و «دملص». والدليل على زيادة الميم فيهما أنهما مشتقان من «الدّليص» وهو البريق.
و «قمارص» ، لأنه يقال «لبن قمارص» بمعنى : قارص.
و «ستهم» (٣) و «زرقم» (٤) و «فسحم» (٥) ، لأنها من الزّرقة والأسته والفسحة.
و «ضرزم» و «دردم» (٦) و «دلقم» و «دقعم» و «حلكم» و «خضرم» ، لأنّ «دردما» من «الأدرد» ، وهو الذي تكسّرت أسنانه. و «الحلكم» : الشديد السواد. فهو من «الحلكة» وهي السواد. و «الدّقعم» : التراب. فهو من «الدّقعاء». و «الدّلقم» : الناقة التي تكسّرت أسنانها
__________________
(١) البيت من البحر الطويل ، وهو للأعشى في ديوانه ص ١٩٩ ، وسر صناعة الإعراب لابن جني ١ / ٤٢٩ ، ولسان العرب لابن منظور ، مادة (نظر) ، والمنصف ٣ / ٢٥.
(٢) العلابط : اللبن الخاثر الغليظ المتلبد ، لسان العرب ، مادة (علبط).
(٣) الستهم : العظيم الأست ، لسان العرب ، مادة (ستن).
(٤) الزرقم : الشديد الزرقة ، لسان العرب ، مادة (زرق).
(٥) الفسحم : الواسع الصدر ، لسان العرب ، مادة (فسحم).
(٦) الدردم : الناقة المسنة ، لسان العرب ، مادة (درد).