باب إبدال الهمزة من الهاء
أبدلت الهمزة من الهاء في «ماء» ، وأصله «موه» ، فقلبت الواو ألفا ، والهاء همزة. والدليل على ذلك قولهم في الجمع «أمواه». وقد أبدلت الهاء أيضا همزة في جمع «ماء» ، فقالوا «أمواء». قال :
وبلدة ، قالصة أمواؤها |
|
تستنّ ، في رأد الضّحى ، أفياؤها (١) |
وإنما جعلت الهاء هي الأصل ، لأنّ أكثر تصريف الكلمة عليها. قالوا «أمواه» و «مياه» و «ماهت (٢) الرّكيّة» ، إلى غير من تصاريفها.
وأبدلت أيضا منها في «آل». أصله «أهل» ، فأبدلت الهاء همزة ، فقيل «أأل» ، ثم أبدلت الهمزة ألفا ، فقيل «آل».
فإن قيل : فهلّا جعلت الألف بدلا من الهاء أولا؟.
فالجواب : أنه لم يثبت إبدال الألف من الهاء ، في غير هذا الموضع ، فيحمل هذا عليه. وقد ثبت إبدال الهمزة من الهاء في «ماء» ، فلذلك حمل «آل» على أنّ الأصل فيه «أهل» ، فأبدلت الهاء همزة.
فإن قيل : وما الذي يدلّ على أنّ الأصل «أهل» ، وهلّا جعلت الألف منقلبة عن واو؟.
فالجواب : أنّ الذي يدلّ على ذلك قولهم في التصغير «أهيل». ولو كانت الألف منقلبة عن واو لقيل في تصغيره «أويل». وممّا يؤيد أنّ الأصل «أهل» أنهم إذا أضافوا إلى المضمر قالوا «أهلك» و «أهله» ، لأنّ المضمر يردّ الأشياء إلى أصولها. ولا يقال «آلك» و «آله» إلّا قليلا جدّا ، نحو قوله :
__________________
(١) الرجز ، بلا نسبة في الاشتقاق ص ٣١٦ ، وجمهرة اللغة لابن دريد ، مادة (مأوي) ، وسر صناعة الإعراب لابن جني ١ / ١٠٠.
(٢) ماهت : ظهر ماؤها وكثر ، الصحاح للجوهري ، مادة (موه).