باب الجيم
وأمّا الجيم فأبدلت من الياء ، لا غير ، مشدّدة ومخفّفة. فيبدلون من الياء المشدّدة جيما مشدّدة ، ومن الياء المخفّفة جيما مخفّفة.
فمن البدل من الياء المشدّدة ما أنشده الأصمعيّ عن خلف ، قال : أنشدني رجل من أهل البادية :
خالي ، عويف ، وأبو علجّ |
|
المطعمان اللّحم ، فالعشجّ |
وبالغداة ، فلق البرنجّ (١) |
يريد : «وأبو عليّ» و «بالعشيّ» و «فلق البّرنيّ». ومنه أيضا ما حكاه أبو عمرو بن العلاء ، من أنه لقي أعرابيّا فقال له «ممّن أنت»؟ فقال : «فقيمجّ». فقال له «من أيّهم»؟ فقال «مرّجّ». يريد «فقيميّ» و «مرّيّ». وهو مطّرد في الياء المشدّدة. قال يعقوب : «وبعض العرب إذا شدّد الياء صيّرها جيما. وأنشد الأعرابيّ :
كأنّ في أذنابهنّ الشّوّل |
|
من عبس الصّيف ، قرون الأجّل (٢) |
يريد : الأيّل».
ومن إبدال الجيم من الياء المخفّفة ما أنشده أبو عمرو بن العلاء ، لهميان بن قحافة ، من قوله :
*يطير عنها الوبر ، الصّهابجا (٣)*
__________________
(١) الرجز ، بلا نسبة في أوضح المسالك لابن هشام ٤ / ٣٧٢ ، وجمهرة اللغة لابن دريد ص ٤٢ ، وسر صناعة الإعراب لابن جني ١ / ١٧٥ ، وشرح الأشموني ٣ / ٨٢١ ، وفلق البرني ، ضرب من التمر ، لسان العرب ، مادة (برن).
(٢) الرجز ، لأبي النجم في سمط اللآلي ص ٧١٢ ، والطرائف الأدبية ص ٦٣ ، ولسان العرب ، مادة (عبس) ، والمحتسب ١ / ٧٦.
(٣) الرجز ، لهيمان بن قحافة السعدي في أمالي القالي ٢ / ٧٧ ، وسر صناعة الإعراب لابن جني ١ / ١٧٦ ، وسمط اللآلي ص ٧١٢ ، ولسان العرب ، مادة (صهب).