وأبدلت أيضا من تاء «افتعل» إذا كانت الفاء ذالا ، من غير إدغام. فقالوا «اذدكر» و «مذدكر» ، حكى ذلك أبو عمرو. وقال أبو حكاك :
تنحي على الشّوك جرازا مقضبا |
|
والهرم تذريه اذدراء عجبا (١) |
يريد «اذتراء» ، وهو «افتعال» من «ذراه يذريه». فأمّا «ادّكر» فإبدال إدغام ، فلا يذكر هنا.
وأبدلت من التاء في غير «افتعل» ، بغير اطّراد في «تولج» ، فقالوا «دولج» ، فأبدلوا الدال من التاء المبدلة من الواو. لأنّ الأصل «وولج» ، لأنه من الولوج. ولا تجعل الدال بدلا من الواو ، لأنه قد ثبت إبدال من التاء في «افتعل» ، كما تقدّم ، ولم يثبت إبدالها من الواو ، في موضع من المواضع.
فهذا جميع ما أبدلت فيه الدال من التاء.
وأبدلت من الذال في «ذكر» جمع «ذكرة» ، فقالوا «دكر». قال ابن مقبل :
يا ليت لي سلوة ، تشفى النفوس بها |
|
من بعض ما يعتري قلبي ، من الدّكر (٢) |
بالدال. كذا رواه أبو عليّ. وكان الذي سهّل ذلك قلبهم لها في «ادّكر» و «مدّكر» ، فألف فيها القلب ، فقلبها دالا ، وإن كان موجب القلب قد زال ، وهو الإدغام.
* * *
__________________
(١) الرجز ، لأبي حكاك في سر صناعة الإعراب لابن جني ١ / ١٨٧ ، وشرح المفصل ١٠ / ٤٩ ، والمقرب ٢ / ١٦٦ ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة لابن دريد ص ٥٢٣ ، وشرح الأشموني ٣ / ٨٧٤ ، وشرح المفصل ١٠ / ١٥٠ ، ولسان العرب ، (ذكر).
(٢) البيت من البسيط ، وهو لتميم بن مقبل في ديوانه ص ٨١ ، والخصائص لابن جني ١ / ٣٥١ ، وسر صناعة الإعراب لابن جني ١ / ١٨٨ ، والمنصف ٣ / ١٤٠.