باب النون
وأمّا النّون فأبدلت من اللّام في «لعل» ، فقالوا «لعن». قال أبو النجم :
*اغد ، لعنّا في الرّهات نرسله (١)*
وإنما جعل الأصل «لعلّ» لأنه أكثر استعمالا.
وأبدلت من الهمزة ، في النسب إلى «صنعاء» و «بهراء» ، فقالوا : «صنعانيّ» و «بهرانيّ».
وزعم بعض النحويين أنّ النون في «فعلان» الذي مؤنثه «فعلى» بدل من الهمزة. واستدلّوا على ذلك بأنهما قد تشابها ـ أعني : فعلان وفعلاء ـ في العدد والتوافق في الحركات والسّكنات والزيادتين في الآخر ، وأنّ المذكّر في البابين بخلاف المؤنث ، وأنّك تقول في جمع «سكران» : «سكارى» ، كما تقول في جمع «صحراء» : «صحارى».
والصحيح أنها ليست ببدل ، إذ لم يدع إلى الخروج عن الظاهر داع ، لأنه لا يلزم من توافقهما في الوزن ، ومخالفة المذكر للمؤنث أن يشتبها في أن يكون كلّ واحد منهما مؤنثا بالهمزة ، وأمّا جمعهم «فعلان» على «فعالى» فللشبه الذي بينه وبين «فعلاء» فيما ذكر ، لا أنه في الأصل «فعلاء». وأيضا فإنّ النون لا تبدل من الهمزة إلّا شذوذا ، نحو «بهرانيّ» و «صنعانيّ» ، لا يحفظ غيرهما.
* * *
__________________
(١) الرجز ، لأبي النجم في الدرر ٢ / ١٦٦ ، وسر صناعة الإعراب ص ٤٣٣ ، وسط اللآلي ص ٣٢٨ ، وشرح المفصل ٨ / ٧٩.