باب الألف
وأمّا الألف فأبدلت من أربعة أحرف ، وهي : الهمزة ، والياء ، والواو ، والنون الخفيفة. إلّا أنّ الذي يذكر هنا إبدالها من الهمزة والنون ، لأنّ إبدالها من الياء والواو من باب القلب.
فأبدلت من الهمزة ، باطّراد ، إذا كانت ساكنة وقبلها فتحة. نحو «رأس» و «كأس» ، تقول فيهما إذا خفّفتهما : «كاس» و «راس». إلّا أنه إذا كان الحرف المفتوح الذي تليه الهمزة الساكنة همزة التزم قلب الهمزة الساكنة ألفا ، نحو «آدم» وآمن ، أصلهما «أأدم» و «أأمن» ، إلّا أنه لا ينطق بالأصل ، استثقالا للهمزتين في كلمة واحدة.
وأبدلت ، على غير قياس ، من الهمزة المفتوحة المفتوح ما قبلها. وإنما يحفظ حفظا. نحو قوله :
إذا ملا بطنه ألبانها حلبا |
|
باتت تغنيه وضرى ذات أجراس (١) |
يريد «ملأ» فأبدل من الهمنزة ألفا. ومن أبيات الكتاب :
راحت بمسلمة البغال عشيّة |
|
فارعي ، فزارة ، لا هناك المرتع (٢) |
يريد «لا هنأك» فأبدل الهمزة ألفا. ومن أبيات الكتاب أيضا :
سالت هذيل رسول الله فاحشة |
|
ضلّت هذيل بما قالت ، ولم تصب (٣) |
يريد «سألت» ، فأبدل.
وأبدلت أيضا من الهمزة المفتوحة الساكن ما قبلها ، إذا كان الساكن ممّا يمكن نقل
__________________
(١) البيت من البسيط ، وهو بلا نسبة في سر صناعة الإعراب ٢ / ٦٦٦ ، ولسان العرب ، مادة (وضر).
(٢) البيت من الكامل ، وهو للفرزدق في ديوانه ١ / ٤٠٨ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٩٤ ، وشرح شواهد الشافية ص ٣٣٥ ، وشرح المفصل ٩ / ١١١ ، والكتاب ، مادة (هنا).
(٣) البيت من البسيط ، وهو لحسان بن ثابت رضي الله عنه في ملحق ديوانه ص ٣٧٣ ، وشرح المفصل ٩ / ١١٤ ، والكتاب ٣ / ٤٦٨ ، والمقتضب للمبرد ١ / ١٦٧.