باب
القلب والحذف والنقل
وإنما أفردت لذلك بابا واحدا ، لأنّ جميع ذلك إنما يتصوّر باطّراد في حروف العلّة. فإن جاء شيء من الحذف أو القلب ، في غير حروف العلّة ، أو في حروف العلّة في خلاف ما يتضمنّه هذا الباب ، فيحفظ ولا يقاس عليه. وسيذكر من ذلك شيء ، عند الفراغ من هذا الباب.
فحروف العلّة هي الواو والياء والألف. وهذه الحروف تكون أصولا وزوائد ، فليقدّم الآن الكلام على الأصول.
وقد بيّن ، فيما تقدّم ، أنّ الألف لا تكون أصلا بنفسها ، بل تكون منقلبة عن ياء أو واو. فعلى هذا لا يخلو أن تقع الياء والواو فاترين أو عينين ، أو لامين.
[المعتل الفاء]
فإن وقعت الواو فاء فلا يخلو من أن تقع فاء في فعل على وزن «فعل» ، أو «فعل» ، أو «فعل» ، أو لا تقع.
فإن وقعت فاء في فعل على وزن «فعل» فإنها تحذف في المضارع. فتقول في مضارع «وعد» : «يعد» ، وفي مضارع «وزن» : «يزن». وإنّما حذفت الواو لوقوعها بين ياء وكسرة ، وهما ثقيلتان. فلمّا انضاف ذلك إلى ثقل الواو وجب الحذف. وحذفوا مع الهمزة والنون والتاء ، فقالوا «تعد» و «أعد» و «نعد» ، حملا على الياء ، كما أنهم قالوا «أكرم» وأصله «أؤكرم» فحذفوا الهمزة الثانية استثقالا لاجتماع الهمزتين ، ثم حملوا «يكرم» و «تكرم» و «نكرم» على «أكرم».
فإن قيل : فلأيّ شيء حذفت الواو في «يضع» مضارع «وضع» ولم تقع بين ياء وكسرة؟.
فالجواب : أنها في الأصل وقعت بين ياء وكسرة ، لأنّ الأصل «يوضع». لكن فتحت