ويجوز الإتمام في «مفعول» من ذوات الياء ، وهي لغة بني تميم. قال :
*وكأنّها تفّاحة ، مطيوبة (١)*
وقال : علقمة :
حتى تذكّر بيضات ، وهيّجه |
|
يوم رذاذ ، عليه الرّيح ، مغيوم (٢) |
والإعلال أفصح.
ولا يجوز الإتمام في ذوات الواو إلّا فيما سمع والذي سمع من ذلك «مسك مدووف» ، قال الراجز :
*والمسك في عنبره المدووف (٣)*
والأشهر «مدوف». وقالوا «رجل معوود» و «فرس مقوود» و «ثوب مصوون» و «قول مقوول» وإنما لم يجز الإتمام في «مفعول» من ذوات الواو ، إلّا فيما شذّ ، لأن الواو أثقل من الياء.
وخالف المبرّد كافّة النحويّين ، فأجاز الإتمام في ذوات الواو قياسا على ما ورد منه ، وقال : ليس بأثقل من «سرث سوورا» و «غارت عينه غوورا» ، لأنّ في «سوور» و «غوور» واوين وضمّتين ، وليس في «معوود» مع الواوين إلّا ضمّة واحدة.
وهذا الذي ذهب إليه باطل ، لأنّ ما ورد من الإتمام في ذوات الواو من القلّة بحيث لا تقاس عليه. وأما احتجاجه : بـ «سوور» و «غوور» فباطل ، لأنّ مثل «سوور» شاذّ ، ولو لم يسمع لما قيل. وأيضا فإنّ الضّرورة دعت إلى ذلك في مثل «سوور» ، لأنهم لو أعلّوا فأسكنوا الواو الأولى ، وبعدها واو ساكنة ، لوجب حذف إحداهما ، فيصير لفظ «فعول» و «فعل» واحدا ، فيقع اللبس ، وكذلك أيضا لو أعلّوا الواو في مثل «قوول» فقلبوها ألفا
__________________
(١) الشعر من الرجز ، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك لابن هشام ٤ / ٤٠٤ ، والمنصف لابن جني ١ / ٢٨٦ ، وأمالي ابن الشجري ١ / ٢١٠ ، والمقاصد النحوية للعيني ٤ / ٥٧٤ ، ولسان العرب لابن منظور ، وتاج العروس للزبيدي ، مادة (طيب).
(٢) البيت من البحر البسيط ، وهو لعلقمة بن عبدة في ديوانه ص ٥٩ ، وخزانة الأدب للبغدادي ١١ / ٢٩٥ ، والخصائص لابن جني ١ / ٢٦١ ، وشرح المفصل لابن يعيش ١٠ / ٧٨ ، والمقتضب للمبرد ١ / ١٠١ ، والمنصف لابن جني ١ / ٢٨٦.
(٣) الشعر من الرجز ، وهو بلا نسبة في الخصائص لابن جني ١ / ٢٦١ ، والمنصف لابن جني ١ / ٢٨٥ ، وشرح المفصل لابن يعيش ١٠ / ٨٠ ، ولسان العرب لابن منظور ، مادة (دوف).