المضارع بضمّ العين. فكنت تقول «وال يوول» فيؤدّي ذلك إلى اجتماع واوين وضمّة ، مع ياء المضارعة أيضا في حال الغيبة. فرفض ذلك لثقله ، فلمّا امتنع «فعل» و «فعل» رفض أيضا «فعل» بالحمل عليهما.
وأما كون الفاء والعين ياءين فلم يجىء منه فعل أصلا ، لما يلزم في ذلك من توالي الإعلال. ولم يجىء منه اسم إلّا «يين» اسم موضع.
وأما كون الفاء واوا والعين ياء نحو «ويل» و «ويح» و «ويب» و «ويس» ، أو بالعكس نحو «يوم» ، فإنّ ذلك قليل جدّا ، ولم يجىء منه فعل أصلا ، لأنّ ذلك يؤدّي إلى ما يستثقل من توالي الإعلال. وذلك أنك لو بنيت من «ويل» فعلا على وزن «فعل» مفتوح العين لكان المضارع على وزن «يفعل» بكسر العين ، فيجب حذف الواو كما تحذف في باب «وعد يعد» ويجب إعلال العين كما تعلّ في باب «يبيع». ولا يتصوّر بناؤه على «فعل» مضموم العين ، لأنّ «فعل» لا يجيء فيما عينه ياء. فلمّا تعذّر «فعل» و «فعل» رفض «فعل» بالحمل عليهما.
وكذلك أيضا «يوم» لو بني منه فعل على «فعل» أو «فعل» بفتح العين أو ضمّها لكان المضارع على «يفعل» ، فكنت تقول «ييوم» فتجتمع ياءان ، في إحداهما ضمّة ، وواو وذلك ثقيل. فلمّا تعذّر «فعل» رفض أيضا «فعل» بالحمل عليهما.
فأما ما أنشدوا من قوله :
فما وال ، ولا واح |
|
ولا واس أبو هند (١) |
فمصنوع ، صنعه النحويّون. وأنشدوا آخر ، وهو قوله :
تويّل ، إذ ملات يدي وكفّي |
|
وكانت لا تعلّل ، بالقليل (٢) |
وهذا كأنه أشبه ، لأنه جاء على «فعّل» فأمن فيه الحذف والقلب. فأما قول رؤبة :
*عولة ثكلى ، ولولت بعد المأق (٣)*
__________________
(١) البيت من الهزج ، وهو بلا نسبة في شرح التصريح للشيخ خالد الأزهري ١ / ٣٣٠ ، والمنصف لابن جني ٢ / ١٩٨.
(٢) البيت من البحر الوافر ، وهو بلا نسبة في المنصف لابن جني ٢ / ١٩٨ ، ولسان العرب لابن منظور ، مادة (ويل).
(٣) الشعر من الرجز ، وهو لرؤبة في ديوانه ص ١٠٧ ، ولسان العرب لابن منظور ، وتاج العروس للزبيدي ، وأساس البلاغة للزمخشري ، مادة (تأق ـ مأق).