فمعنى «ولولت» : دعت بالويل. وليس من لفظ الويل ، بل قريب منه كـ «لأآل» من «لؤلؤ». ولو كان منه لكان «ويللت» لأنه «فعللت».
المعتل العين واللام
وأما إذا كانت العين واللّام معتلّتين ، فإنه لا يخلو من أن يكونا واوين ، أو ياءين ، أو يكون العين واوا واللّام ياء ، أو العكس.
فأما أن يكون العين ياء واللّام واوا نحو «حيوت» فلا يحفظ في كلامهم في اسم ولا فعل. فأما «الحيوان» و «حيوة» فشاذّان ، والأصل فيهما «حييان» و «حيّة» ، فأبدلوا من إحدى الياءين واوا. وزعم المازنيّ أنّ هذا مما جاءت عينه ياء ولامه واو ، وأنه اسم لم يستعمل منه فعل ، كما قالوا «فاظ الميت يفيظ فيظا وفوظا» ، فاستعملوا الفعل مما عينه ياء ، ولم يستعملوه مما عينه واو.
وهذا الذي ذهب إليه فاسد ، لأنه قد ثبت إبدابهم الياء واوا شذوذوا ، ولم يثبت من كلامهم ما عينه ياء ولامه واو ، وأيضا فإنّ «الحيوان» من الحياة. ومعنى الحياة موجود في «الحيا» المطر ؛ ألا ترى أنه يحيي الأرض والنبات كما قال تعالى : (وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً) [ق : ١١]. وهذا كثير في القرآن والشعر.
وهم يقولون في تثنيته «حييان» بالياء لا غير. فثبت بذلك أنّ الواو في «حيوان» بدل من ياء ، وأنّ ما ذهب إليه المازنيّ فاسد.
وأما ما عينه واو ولامه ياء فكثير نحو «شويت» و «طويت». وحكم اللّام فيه حكمها في باب «رميت» في جميع الأحكام. وأما العين فصحيحة ، ولا يجوز إعلالها ، إلّا أن يؤدّي تصريف إلى وقوع واو ساكنة قبل الياء فإنّ الواو تقلب ياء ، وتدغم الياء في الياء ، نحو «شويت شيّا» و «طويت طيّا».
إلّا أن يكون اسما على وزن «فعلى» فإن الياء تقلب فيه واوا. فمن ذلك «العوّى» اسم النجم ، هو في الأصل «عويا» ، فقلبت الياء واوا كما فعل ذلك بالمعتلّ واللام خاصّة نحو «شروى» ـ وقد تقدّم السبب في ذلك ـ ثم أدغمت الواو في الواو. واشتقاقها من «عويت يده» أي : لويتها ، لأنها كواكب ملتوية.
فإن قيل : فهلّا كانت «العوّى» : «فعّلا» من «عويت» ، فلا يكون على ذلك مما قلبت فيه الياء واوا؟.