ذكر تقسيمها بالنظر إلى صفاتها
فمن ذلك انقسامها إلى مجهور ومهموس : فالمهموسة عشرة أحرف يجمعها «ستشحثك خصفه» وباقي الحرف مجهورة.
والمجهور حرف أشبع الاعتماد عليه في موضعه ، فمنع النّفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد. غير أنّ الميم والنون ، من جملة المجهورة ، قد يعتمد لهما في الفم والخياشيم ، فتصير فيهما غنّة.
والمهموس : حرف أضعف الاعتماد عليه في موضعه ، حتى جرى معه النّفس. واعتبار ذلك بأن تكرّر الحرف نحو «سسس ، كككك» فتجد النّفس يجري مع الحرف. ولو رمت في المجهور لما أمكنك.
وتنقسم أيضا إلى شديد ، ورخو ، وبين الشّدّة والرّخاوة. فالشديد ثمانية أحرف يجمعها «أجدك قطبت». والتي بين الشديدة والرّخوة أيضا ثمانية أحرف يجمعها «لم يرو عنّا». وباقي الحروف رخو.
والشديد : حرف يمتنع الصوت أن يجري فيه لانحصار الصوت ؛ ألا ترى أنك لو قلت «الحقّ» و «الشطّ». ثم رمت مدّ الصوت في القاف والطاء لكان ممتنعا.
والرّخو : هو الذي يجري فيه الصوت من غير ترديد ، لتجافي اللسان عن موضع الحرف ؛ ألا ترى أنك تقول «المسّ» و «الرّشّ» و «الشّحّ» ونحو ذلك ، فتجد الصوت جاريا مع السين والشين والحاء.
والذي بين الشديدة والرّخوة : هو الذي لا يجري الصوت في موضعه عند الوقف ، ولكن يعرض له أعراض توجب خروج الصوت ، باتّصاله بغير مواضعها :
فأما العين فإنك قد تصل إلى الترديد فيها كما تصل إلى ذلك في الرّخوة ، لشبهها بالحاء كأنّ صوتها ينسلّ عند الوقف إلى الحاء ، فليس لصوتها الانحصار التامّ ، ولا جري الرّخو.