وصفنا كانت زائدة أبدا. والعلّة في أن كانت زائدة أنها وقعت موقع حروف العلّة الثلاثة الزوائد ، نحو واو «فدوكس» ، وياء «سميدع» وألف «عذافر». وأشبهتها في أنها زائدة كما أنّ هذه الحروف كذلك. وفيها غنّة كما أنّ هذه الأحرف فيها لين ، والغنّة واللين فضل صوت في الحرف ، كما تقدّم. ولذلك تبدل النون ألفا في نحو «رأيت زيدا» في الوقف ، وياء وواوا إذا أدغمت فيهما نحو (مَنْ يُؤْمِنُ) [التوبة : ٩٩] ، (مِنْ والٍ) [الرعد : ١١]. فلمّا كانت من جملة ما أشبهت النون به حروف العلّة الغنّة لم يجز أن يقع بعدها حرف حلق ، لأنها تبيّن عند حروف الحلق فتصير من الفم وتذهب الغنّة ، ولا أن تكون مدغمة في نون بعدها ، لأنها تقلب إذ ذاك إلى جنس النون المتحرّكة التي أدغمت فيها. والنون المتحرّكة من الفم ، فتذهب الغنّة ، ولذلك ما جعلت النون من «عجنّس» (١) و «هجنّع» (٢) كباء «عدبّس» (٣) ، ولم تجعل منهما كنون «جحنفل» (٤).
مسائل من المعتلّ اللام
إذا قيل لك : ابن من «الرّمي» مثل «اغدودن» قلت : «ارمومى» ، فتجعل الأصل في مقابلة الأصل : فتكون الراء في مقابلة الغين ، والميم التي تليها في مقابلة الدال ، والواو زائدة في مقابلة الواو من «اغدودن» ، ثم تكرّر الميم كما كرّرت في «اغدودن» الدال التي هي في مقابلتها ، ثم تأتي بعد ذلك بالياء وتقلبها ألفا ، لتحرّكها وانفتاح ما قبلها.
وإذا قيل لك : ابن من «الرّمي» مثل «حمصيصة» قلت : «رمويّة». والأصل «رميية» ، فأدغمت الياء الثانية في الياء التي بعدها. فصار «رمييّة» فاجتمع ثلاث ياءات ما قبل الأولى متحرّك ، فقلبت واوا استثقالا ، كما فعلت ذلك في النسب إلى «رحى» حين قلت «رحويّ».
فإذا قيل لك : ابن من «الرّمي» مثل «عنكبوت» قلت : «رميوت». تكرّر اللّام فتقول «رمييوت» ، ثم تقلب الياء الثانية ألفا ، لتحرّكها وانفتاح ما قبلها ، ثم تحذف الألف لالتقائها ساكنة مع الواو ، وتدع الياء الباقية على فتحها ، فتصير بمنزلة «مصطفون».
فإذا قيل لك : ابن من «الرّمي» مثل «بهلول» قلت : «رمييّ». والأصل «رميوي» ،
__________________
(١) العجنس : الجمل الشديد الضخم. انظر لسان العرب لابن منظور ، مادة (عجنس).
(٢) الهجنع : الطويل الضخم. انظر الصحاح للجوهري ، مادة (هجنع).
(٣) العدبس : الضخم الطويل الشديد الخلق. انظر لسان العرب لابن منظور ، مادة (عدبس).
(٤) الجحنفل : الغليظ الشفة. انظر لسان العرب لابن منظور ، مادة (جحفل).