مسائل من المعتلّ العين مع اللام
تقول في «فيعول» من «حييت» : «حيويّ». والأصل «حييوي» ، فقلبت الواو ياء لسكونها وبعدها الياء ، ثم قلبت الضمّة التي قبلها كسرة لتصحّ الياء ، ثم أدغمت الياء في الياء ، فصار كالنسب إلى «حيّة» ، فكره اجتماع أربع ياءات ففعل به ما فعل بـ «حيّة» ، ففتحت الياء الأولى الساكنة ، وقلبت الياء التي بعدها ألفا ، ثم قلبت الألف واوا. ومن احتمل أربع ياءات في النسب إلى «حيّة» احتملها هنا فقال «حيّيّ».
وتقول في «فيعل» من «حييت» : «حيّا». والأصل «حييي» ، فأدغمت الياء الأولى في الثانية ، وقلبت الياء المتطرّفة ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها. وكان ينبغي أن يبنى هذا على «فيعل» بكسر العين ، لأنه معتل العين ، ولم يجىء «فيعل» من المعتلّ العين إلّا بالكسر ، إلّا لفظة واحدة وهي «العيّن» ، فبنيت هذا على قياس «العيّن».
وتقول في «فيعل» المكسور العين منها «حيّ». والأصل «حيّي» ، فكرهوا اجتماع ثلاث ياءات في الطرف ، الأولى زائدة ، فحذفوا كما قالوا في تصغير «أحوى» : «أحيّ». ومن لم يحذف في «أحيّ» إلّا في الرفع والخفض وأثبت الياء في النصب فعل ذلك هنا ، فقال «هذا حيّ» و «مررت بحيّ» و «رأيت حيّيا».
وتقول في «فعلان» من «حييت» : «حيوان». والأصل «حييان» ، فتقلب الياء التي هي لام واوا ، لانضمام ما قبلها.
فإن قيل : فإنّ الضمّة لا توجب قلب الياء المتحرّكة واوا ؛ ألا تراهم قالوا «عيية» فأثبتوا الياء؟.
فالجواب : أنّ الياء التي هي عين إذا كانت متحرّكة مضموما ما قبلها لا تقلب لقوّة العين أما اللّام إذا كانت ياء على هذه الصورة فإنها تقلب ؛ ألا تراهم قالوا «لقضو الرجل» ، والأصل «لقضي» ، فأبدلوا الياء واوا.
ومن سكّن الضمّة تخفيفا قال : «حيوان» فأبقى الواو ، ولم يردّ الكلمة إلى أصلها من الياء. ولم يدغم ، لأنّ التخفيف عارض والأصل الحركة.