الفصل الأول
معبودات قوم إبراهيم
لعل من الأفضل أن نشير هنا ، وقبل الحديث عن معبودات قوم إبراهيم ، إلى أننا قدمنا في الجزء الأول من هذه السلسلة وغيرها ، دراسات مفصلة عن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، عن : نسبه وعصره ، فضلا عن موطنه الأصلي ، وهجراته في بلاد الشام ومصر والحجاز (١) ، ومن ثم فلسنا في حاجة إلى تكرار ذلك في هذا الجزء الرابع من سلسلة «دراسات تاريخية من القرآن الكريم» ، والذي سوف تقتصر الدراسة فيه عن دعوة أبي الأنبياء ، إبراهيم الخليل ، عليهالسلام ، في موطنه الأصلي ، في العراق القديم.
معبودات قوم إبراهيم : ـ من الحقائق المتفق عليها في تاريخ أبي الأنبياء ، عليهالسلام ، أنه ولد ونشأ في العراق ، كما أنه تلقى وحي ربه وبلّغ رسالاته ، أول ما بلغها ، في العراق كذلك ، وأن قومه إنما كانوا يعبدون الأصنام ، فضلا عن عبادة الكواكب.
هذا ويكاد يتفق المؤرخون أن أهل بلاد الرافدين (بلاد النهرين ـ ميزوبوتاميا ـ بارابوتاميا) قد نسبوا إلى معبوداتهم صفات البشر ، والتي لا تختلف عنها إلا أنها أكثر تجريدا وكمالا ، كما كانت ثياب الآلهة كثياب البشر ،
__________________
(١) قدم المؤلف دراسة مفصلة عن سيدنا إبراهيم عليهالسلام شملت الموضوعات التالية (١ ـ إبراهيم بين التوراة والقرآن الكريم ٢ ـ اسم الخليل ونسبه ٣ ـ موطن الخليل ٤ ـ عصر الخليل ٥ ـ هجرات الخليل ٦ ـ الرحلة إلى مصر ٧ ـ رحلة الخليل إلى الحجاز ٩ ـ قصة الذبيح ١٠ ـ زوجات الخليل) ، وذلك في كتابين لنا. (انظر : محمد بيومي مهران : إسرائيل ـ الجزء الأول ـ الإسكندرية ١٩٧٨ ص (٤٩ ـ ١٨٤) ، دراسات تاريخية من القرآن الكريم ـ الجزء الأول ـ في بلاد العرب ـ الرياض ١٩٨٠ ص (١١٣ ـ ١٨٣).