الإيمان ، إنما تمثل معجزة نبيّ ، والمعجزة فيما نعلم ، قوى إلهية يعجز البشر عن الإتيان بمثلها ، والحصول على نظير لها ، ولا تأتي إلا في مقام التحدي والإعجاز ، وهي ، كغيرها من معجزات الأنبياء ، من عمل سبحانه وتعالى ، ولا لأحد فيها سواه ، جلّ جلاله ، فليس لنبيّ يد في الخوارق التي بهرت الناس ، وقهرت الخلق ، وقامت أدلة صادقة على صدق من ظهرت على أيديهم في أنهم مبلغون عن الله سبحانه وتعالى (١) ، ومن هذا النوع كانت معجزة الحوت لسيدنا يونس (يونان) عليهالسلام كما رأينا من قبل.
__________________
(١) محمد الصادق عرجون : معجزات الأنبياء بين العقل والعلم ـ الإسكندرية ١٩٥٥ ص ٢ ، وانظر عن المعجزة وشروطها : تفسير القرطبي ص ٧٠ ـ ٧٢ (القاهرة ١٩٦٩).