الذي أمر الملك التقي في «شورباك» ببنائه ، وإلى الأفراد الذين أنقذوا من الطوفان بواسطة الفلك (١).
هذه هي أهم الروايات لقصة الطوفان في العراق القديم ، وقبل أن نعقد مقارنة بين القصص السومرية والبابلية ، نودّ أن نشير إلى أنه قد عثر في أرشيف «بوغازكوي» العاصمة الحيثية على نسخة ترجع إلى الألف الثاني ق. م ، فضلا عن ترجمة للقصة باللغة الحيثية ، وأخرى بالحورية على جزء من لوحة حورية.
يرى «جيمس فريزر (٢)» أن قصة الطوفان السومرية تتفق في ملامحها الأساسية مع قصة الطوفان كما جاءت في ملحمة جلجاميش التي تتميز عن أختها السومرية بطولها وكثرة حوادثها ، ففي كلتا القصتين قرر إله كبير أن يهلك الجنس البشري عن طريق إغراق الأرض بالأمطار ، وفي كليتهما حذر إله آخر رجلا من حدوث الكارثة ، وقد أنقذ هذا الرجل ومن معه عن طريق سفينة أمر ببنائها ، وفي كلتا الحكايتين بلغ الفيضان ذروته في اليوم السابع ، وفي كلتا الحكايتين قدم الإنسان ضحيته للآلهة بعد أن انتهى الطوفان ، ثم رفعته الآلهة بعد ذلك إلى مصافها.
أما الاختلاف الجوهري الوحيد بين الروايتين ، فيتمثل في اسم البطل فيهما ، فهو «زيوسودرا» في الرواية السومرية ، وهو «أوتنابيشتم» أو «أثرخاسيس» في الرواية السامية.
ثالثا : قصة الطوفان اليهودية كما ترويها التوراة :
وردت هذه القصة في الإصحاحات من السادس إلى التاسع من سفر التكوين ، وتجري أحداثها على النحو التالي ـ كما يصورها النص العربي للتوراة ـ :
بدأ الناس يتكاثرون على الأرض ، ويلدون بنات ، وهنا رأى أبناء الله أن بنات الناس حسناوات ، ومن ثم فقد اتخذوا منهن لأنفسهم نساء ، وسرعان ما أنجبت النسوة من بنات الناس ، أبناء للرجال من أبناء الله ، «وهم الجبابرة منذ الدهر».
__________________
(١) جيمس فريزر : المرجع السابق ـ ص ١٠٢. وكذاE.Sollberger ,The Flood ,P.٤٢ F وكذاe.sollberger ,the flood ,p.٤٢ f
(٢) جيمس فريزر : المرجع السابق ـ ص ١٠٥.