وهناك ، وإن كانت السفينة البابلية قد احتاجت في تحريكها إلى خمسة أمثال ما احتاجته سفينة التوراة (١).
ومنها (ثامنا) أن الفلك يستقر على قمة جبل ـ نيزير (نيصير) في القصة البابلية ، و «أراراط» في التوراة ـ ومنها (تاسعا) أن البطل هنا وهناك يرسل طيورا لاستكشاف حالة الجو ، ولمعرفة مدى انحسار مياه الطوفان عن الأرض ، وفي كلتيهما عادت الحمامة إلى السفين ، لأنها لم تجد مكانا تستقر فيه ، أما الغراب فلم يعد في كلتا الحالتين ، ومنها (عاشرا) أن البطل هنا وهناك يقدم تقدمة بعد خروجه من السفين شكرا على إنقاذه ، وفي كلتا الحالتين اشتمت الآلهة رائحة الشواء الطيبة ، فسكن غضبها ، وتنسمت رائحة الرضا (٢).
ومنها (حادي عشر) أن البطل هنا وهناك ينال البركات بعد الكارثة ، فضلا عن الأمان في المستقبل ، ففي القصة السومرية ، ينفث الإله في «زيوسودرا» روح الخلود ، ويستقر في دلمون ، حيث تشرق الشمس ، أي حيث القوة القاهرة للموت (٣) ، وفي القصة البابلية يصبح «أوتنابيشتم» وزوجته مخلدين ، ويعيشان بعيدا عند مصاب الأنهار ، وفي التوراة يبارك الله نوحا وبنيه ويعقد معهم ميثاقا ويمنحهم خشية ورهبة على كل الحيوانات والطيور (٤).
ومنها (ثاني عشر) أن الإله هنا وهناك يندم على إهلاك البشر بالطوفان ، ففي القصة البابلية يندم أنليل لأنه «أحدث الطوفان دون روية ، وقاد الناس إلى التهلكة» ، بل إن الآلهة نفسها قد لامته على ذلك ، وتمنت لو أرسل أسدا أو ذئبا أو مجاعة أو طاعونا ، فأهلك بني البشر الآثمين ، «فعلى الآثم وزر إثمه ، وعلى المعتدي وزر
__________________
(١) جيمس فريزر : المرجع السابق ص ١١٤ وكذاM.F.Unger ,op.cit.,P.٢٧٣.
(٢). ٣٧٢.P ،. ، وكذا جيمس فريزر : المرجع السابق ص ١١٤.
(٣).E. O. James, Mythes et Rites dans le Proche ـ Orient Ancien, Paris, ٠٦٩١, P. ٧٤٢.
(٤) تكوين ٩ : ١ ـ ٢ ، ١١.