الفصل الأول
دعوة نوح عليه السلام
(١) نوح عليهالسلام : نوح عليهالسلام نبي الله ورسوله ، شيخ المرسلين ، وأول رسل الله إلى الأرض ، وأطول الأنبياء عمرا ، وأكثرهم جهادا ، وأحد أولى العزم الخمسة المنصوص على أسمائهم تخصيصا من بين سائر الأنبياء في آيتين من القرآن الكريم ، وهما قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً) (١) ، وقوله تعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ، وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى ، أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) (٢).
وقال الإمام البيضاوي في تفسيره : خصّهم الله (أي أولى العزم الخمسة) بالذكر ، لأنهم أولو العزم ، ومشاهير أرباب الشرائع ، وقدّم نبينا صلىاللهعليهوسلم
__________________
(١) سورة الأحزاب : آية ٧.
(٢) سورة الشورى : آية ١٣ ، وانظر : تفسير القرطبي ص ٥٨٢٩ ـ ٥٨٣٠ ، تفسير ابن كثير ٧ / ١٨٢ ـ ١٨٣ ، تفسير النسفي ٤ / ١٠٢.