يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ) هي هواء الهوى (فِيها صِرٌّ) الشهوة (أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ) هو الحرث الروحاني (ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) بإبطال الاستعداد الإنساني. ثم نهى أهل المحبة عن مباطنة أهل السلو من هذا الحديث فقال : (لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً) لا يقصرون في إنكاركم والاعتراض عليكم والطعن فيكم (وَدُّوا) من نعيم الدنيا ومشتهياتها (ما عَنِتُّمْ) ما مقتموه وتركتموه لدناءة همتهم وعلو همتكم ، أو فرحوا بما قاسيتم من المجاهدات والتزام الفقر والصبر على المكاره. (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ) اعتراضاتهم الفاسدة (وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ) الحاسدة من الغل والحقد (أَكْبَرُ تُحِبُّونَهُمْ) محبة الرحمة والشفقة (وَلا يُحِبُّونَكُمْ) لتناكر الأرواح واختلاف حال الأشباح (وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ كُلِّهِ) بجميع ما في القرآن من ترك الدنيا وجهاد النفس. (عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) بالقلوب التي في الصدور أن موتها في الغيظ والحسد. (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ) كرامة من الله وقبول من الخلق. سيئة إنكار من الجهال وطعن.
(وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٢١) إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللهُ وَلِيُّهُما وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٢٢) وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢٣) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ (١٢٤) بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (١٢٥) وَما جَعَلَهُ اللهُ إِلاَّ بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١٢٦) لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ (١٢٧) لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ (١٢٨) وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢٩))
القراآت : (تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ) بغير همز : أبو عمرو غير شجاع وورش والأعشى وحمزة في الوقف. (مُنْزَلِينَ) بالتشديد وفتح الزاي : ابن عامر. الباقون : بالتخفيف والفتح أيضا. (مُسَوِّمِينَ) بكسر الواو : أبو عمرو وابن كثير وعاصم وسهل ورويس. الباقون. بالفتح.
الوقوف : (لِلْقِتالِ) ط (عَلِيمٌ) ه لأن «إذ» بدل من (إِذْ غَدَوْتَ) أو يتعلق بالوصفين أو بقوله (تُبَوِّئُ أَنْ تَفْشَلا) (لا) لأن الواو للحال (وَلِيُّهُما) ط (الْمُؤْمِنُونَ) ه (أَذِلَّةٌ) ج للفاء (تَشْكُرُونَ) ه (مُنْزَلِينَ) ط لتمام القول (بَلى) (لا) لاتحاد مع ما بعده (مُسَوِّمِينَ) ه (قُلُوبُكُمْ بِهِ) ط (الْحَكِيمِ) (لا) لتعلق اللام بمعنى الفعل في النصر (خائِبِينَ) ه (ظالِمُونَ) ه (وَما فِي الْأَرْضِ) ط (مَنْ يَشاءُ) ط (رَحِيمٌ) ه.