وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (١٤٠) وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ (١٤١))
القراآت : (سارِعُوا) بغير واو العطف : أبو جعفر ونافع وابن عامر. (قَرْحٌ) بالضم حيث كان : حمزة وعلي وخلف وعاصم غير حفص وجبلة. الباقون بالفتح.
الوقوف : (مُضاعَفَةً) ص لعطف المتفقتين (تُفْلِحُونَ) ه ج للعطف (لِلْكافِرِينَ) ه (تُرْحَمُونَ) ه ومن قرأ (سارِعُوا) بغير واو فوقفه مطلق (وَالْأَرْضُ) ص لأن ما بعده صفة لجنة أيضا أي جنة واسعة معدّة. (لِلْمُتَّقِينَ) لا لأن الذين صفتهم. (عَنِ النَّاسِ) ط (الْمُحْسِنِينَ) ج ٥ لأن والذين يصلح مبتدأ وخبره (أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ) فلا وقف على (يَعْلَمُونَ) ويصلح معطوفا لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له فيوقف على (يَعْلَمُونَ) لينصرف عموم أولئك إلى المتقين السابقين منهم بعصمة الله واللاحقين بهم برحمة الله. والوقف لطول الكلام على (لِذُنُوبِهِمْ) للابتداء بالاستفهام وعلى (إِلَّا اللهُ) لاعتراض الاستفهام ولزوم الجواب بأن يقول الروح : لا أحد يغفر الذنوب إلا أنت (خالِدِينَ فِيها) ط (الْعامِلِينَ) ه (سُنَنٌ) لا لتعقب الأمر بالاعتبار بعد الإخبار بالتبار. (الْمُكَذِّبِينَ) ه (لِلْمُتَّقِينَ) ه (مُؤْمِنِينَ) ه (مِثْلُهُ) ط (بَيْنَ النَّاسِ) ج لأن الواو مقحمة أو عاطفة على محذوف أي ليعتبروا (وَلِيَعْلَمَ شُهَداءَ) ط (الظَّالِمِينَ) لا للعطف على (لِيَعْلَمَ الْكافِرِينَ) ه.
التفسير : قال القفال : يحتمل أن يكون هذا الكلام متصلا بما قبله من جهة أن أكثر أموال المشركين كانت قد اجتمعت من الربا ، وكانوا ينفقون تلك الأموال على العساكر ، وكان من الممكن أن يصير ذلك داعيا للمسلمين إلى الإقدام على الربا كي يجمعوا الأموال وينفقوها على العساكر ويتمكنوا من الانتقام منهم ، فورد النهي عن ذلك نظرا لهم ورحمة عليهم. وقيل : إن هذه الآيات ابتداء أمر ونهي وترغيب وترهيب تتميما لما سلف من الإرشاد إلى الأصلح في أمر الدين وفي باب الجهاد. وليس المراد النهي عن الربا في حال كونه أضعافا لما علم أنه منهي عنه مطلقا ، وإنما هو نهي عنه مع توبيخ بما كانوا عليه في الغالب والمعتاد من تضعيفه. كان الرجل منهم إذا بلغ الدين محله زاد في الأجل ، وهكذا مرة بعد أخرى حتى استغرق بالشيء الطفيف مال المديون. (وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) فيه أن اتقاء الله في هذا النهي واجب ، وأن الفلاح يقف عليه. فلو أكل ولم يتق زال الفلاح. ويعلم منه أن الربا من الكبائر لا من الصغائر ويؤكد قوله : (وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) كان أبو حنيفة يقول : هي أخوف آية في القرآن حيث أوعد الله المؤمنين بالنار