أُولئِكَ رَفِيقاً (٦٩) ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ وَكَفى بِاللهِ عَلِيماً (٧٠))
القراآت : (أَنِ اقْتُلُوا) بكسر النون لالتقاء الساكنين : أبو عمرو وعاصم وحمزة وسهل ويعقوب. الباقون : بالضم نقلا لحركة همزة الوصل إلى ما قبلها (أَوِ اخْرُجُوا) بكسر الواو للساكنين : عاصم وسهل وحمزة. الباقون : بالضم. إلا قليلا بالنصب : ابن عامر على أصل الاستثناء أو بمعنى إلّا فعلا أو أبوا إلّا قليلا. الباقون : بالرفع على البدل وهو أكثر.
الوقوف : (إِلى أَهْلِها) لا لأن التقدير يأمركم أن تؤدوا وأن تحكموا بالعدل إذا حكمتم بين الناس. (بِالْعَدْلِ) ط (يَعِظُكُمْ بِهِ) ط (بَصِيراً) ه (مِنْكُمْ) ج لابتداء الشرط مع فاء التعقيب (وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) ط (تَأْوِيلاً) ه (أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ) ج (بَعِيداً) ه (صُدُوداً) ه ج للآية مع فاء التعقيب (يَحْلِفُونَ) قد قيل على أن ما بعده ابتداء القسم والأولى تعليق الباء بيحلفون. (وَتَوْفِيقاً) ه (بَلِيغاً) ه (بِإِذْنِ اللهِ) ط (رَحِيماً) ه (تَسْلِيماً) ه (قَلِيلٌ مِنْهُمْ) ط (تَثْبِيتاً) ه لا (عَظِيماً) ه لا لأن ما بعده من تتمة جواب «لو». (مُسْتَقِيماً) ه (وَالصَّالِحِينَ) ج لانقطاع النظم مع اتفاق المعنى. (رَفِيقاً) ه (مِنَ اللهِ) ط (عَلِيماً) ه.
التفسير : لما شرح بعض أحوال الكفار عاد إلى ذكر التكاليف. وأيضا لما حكى عن أهل الكتاب أنهم كتموا الحق وقالوا للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا ، أمر المؤمنين في هذه الآية بأداء الأمانات في جميع الأمور ، سواء كانت من باب المذاهب والديانات أو من باب الدنيا والمعاملات. وأيضا قد وعد في الآية السابقة الثواب العظيم على الأعمال الصالحات وكان من أجلها الأمانة فقال : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها) روي أن عثمان بن طلحة الحجبي من بني عبد الدار كان سادن الكعبة ، فلما دخل النبي صلىاللهعليهوسلم مكة يوم الفتح أغلق عثمان باب البيت وصعد السطح ، فطلب رسول الله صلىاللهعليهوسلم المفتاح فقيل له : إنه مع عثمان. فطلب منه فأبى فقال : لو علمت أنه رسول الله صلىاللهعليهوسلم لم أمنعه. فلوى علي بن أبي طالب رضياللهعنه يده وأخذ منه المفتاح وفتح الباب ، فدخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم البيت وصلى ركعتين. فلما خرج سأله العباس أن يعطيه المفتاح ويجمع له مع السقاية السدانة ، فأراد النبي صلىاللهعليهوسلم أن يدفعه إلى العباس ثم قال : يا عثمان خذ المفتاح على أن للعباس معك نصيبا فأنزل الله هذه الآية. فأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليا رضياللهعنه أن يرد المفتاح إلى عثمان ويعتذر إليه ، ففعل ذلك علي رضياللهعنه فقال له عثمان : يا علي أكرهت وآذيت ثم جئت ترفق فقال : لقد أنزل الله في شأنك فقرأ عليه هذه الآية. فقال عثمان : أشهد