سَواءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ حَتَّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (٨٩) إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً (٩٠) سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيها فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولئِكُمْ جَعَلْنا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطاناً مُبِيناً (٩١))
القراآت : (وَمَنْ أَصْدَقُ) وكل صاد ساكنة بعدها دال بإشمام الصاد الزاي : علي ورويس وحمزة غير العجلي. (حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) وبابه مدغما : أبو عمرو وحمزة وعلي وخلف وابن عامر. وقرأ سهل ويعقوب والمفضل حصرة صدورهم بالنصب والتنوين.
الوقوف :(الْقُرْآنَ) ط لتناهي الاستفهام إلى الشرط. (كَثِيراً) ه (أَذاعُوا بِهِ) ط (مِنْهُمْ) ط (قَلِيلاً) ه (فِي سَبِيلِ اللهِ) ج ط لأن قوله : (لا تُكَلَّفُ) يحتمل الاستئناف والحال أي قاتل غير مكلف. (إِلَّا نَفْسَكَ) ط لعطف قوله : (وَحَرِّضِ) على قوله : (فَقاتِلْ). (الْمُؤْمِنِينَ) ج لأنّ (عَسَى) مستأنف لفظا ومتصل معنى لأنه لترجية نجح ما أمر به. (كَفَرُوا) ط (تَنْكِيلاً) ه (نَصِيبٌ مِنْها) ط لابتداء شرط آخر مع واو العطف. (كِفْلٌ مِنْها) ط (مُقِيتاً) ه (رُدُّوها) ط (حَسِيباً) ه (إِلَّا هُوَ) ط (لا رَيْبَ فِيهِ) ط (حَدِيثاً) ه (بِما كَسَبُوا) ط (مَنْ أَضَلَّ اللهُ) ط لتناهي الاستفهام إلى الشرط. (سَبِيلاً) ه (فِي سَبِيلِ اللهِ) ط (وَجَدْتُمُوهُمْ) ص (نَصِيراً) ه ط (أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ) ط (فَلَقاتَلُوكُمْ) ط (السَّلَمَ) لا لأن ما بعده جواب «فإن». (سَبِيلاً) ه (قَوْمَهُمْ) ط (أُرْكِسُوا فِيها) ج (ثَقِفْتُمُوهُمْ) ط (مُبِيناً) ه.
التفسير : لما حكي عن المنافقين ما حكى وكان السبب فيه اعتقادهم أنه صلىاللهعليهوسلم غير محق في ادعاء الرسالة ، أمرهم بالتفكر والتدبر وهو النظر في عواقب الأمور وأدبارها ، ومنه قول أكثم : لا تدبروا أعجاز أمور قد ولت صدورها. ويقال في فصيح الكلام : لو استقبلت من أمري ما استدبرت. أي لو عرفت في صدره ما عرفت من عاقبته. وظاهرا الآية يدل على أنه احتج بالقرآن على صحة نبوة محمد صلىاللهعليهوسلم وإلا انقطع النظم. ودلالة القرآن على صدق النبي من ثلاثة أوجه : الفصاحة والاشتمال على الغيوب والسلامة من الاختلاف وهو المقصود من الآية. واختلف المفسرون في المراد من سلامته من الاختلاف. فقال أبو بكر الأصم : معناه