فتجعلوها شبكة لاصطياد الدنيا ولا تخونوا الرسول بترك السنة والقيام بالبدعة (وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ) التي هي محبة الله ، وخيانتها تبديلها بمحبة المخلوقات (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) إنكم تبيعون الدين بالدنيا والمولى بالأولى (فِتْنَةٌ) يختبركم الله بها بالتمييز الموافق من المنافق ، والصديق من الزنديق. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) بهذه المقامات والكرامات (إِنْ تَتَّقُوا اللهَ) من غير الله (يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً) يفض عليكم من سجال جماله وجلاله القديم ما تفرقون به بين الحدوث والقدم (وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ) سيئات وجودكم الفاني (وَيَغْفِرْ لَكُمْ) يستركم بأنوار جماله وجلاله (وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) وهو البقاء بالله بعد الفناء فيه (لِيُثْبِتُوكَ) أيها الروح في أسفل سافلين الطبيعة أو يعدموك بانعدام آثارك (أَوْ يُخْرِجُوكَ) من عالم الأرواح (وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ) يصلح حال أهل الصلاح البتة.
(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٣١) وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٣٢) وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (٣٣) وَما لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٣٤) وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٣٥) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (٣٦) لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٣٧) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ (٣٨) وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٣٩) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (٤٠))
القراآت : بما تعملون ، (بَصِيرٌ) بتاء الخطاب : يعقوب.
الوقوف : (مِثْلَ هذا) لا لأن الابتداء بأن هذا إلا أساطير الأولين قبيح (الْأَوَّلِينَ) ه (أَلِيمٍ) ه (وَأَنْتَ فِيهِمْ) ط (يَسْتَغْفِرُونَ) ه (وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ) ط (لا يَعْلَمُونَ) ه (وَتَصْدِيَةً) ط (تَكْفُرُونَ) ه (عَنْ سَبِيلِ اللهِ) ط (يُغْلَبُونَ) ط لأن ما بعده مبتدأ (يُحْشَرُونَ) ه لا لتعا اللام (فِي جَهَنَّمَ) ط (الْخاسِرُونَ) ه (ما قَدْ سَلَفَ) ط لابتداء الشرط