مُعْرِضُونَ (٧٦) فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللهَ ما وَعَدُوهُ وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ (٧٧) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ وَأَنَّ اللهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (٧٨) الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٧٩))
القراآت : (وَالْمُؤْتَفِكاتِ) وبابه بغير همز : أبو عمرو غير شجاع وورش ويزيد والحلواني عن قالون والأعشى وحمزة في الوقف.
الوقوف : (وَالْمُؤْتَفِكاتِ) ط (بِالْبَيِّناتِ) ج لابتداء النفي مع فاء التعقيب. (يَظْلِمُونَ) ه (أَوْلِياءُ بَعْضٍ) م لما مر. (وَرَسُولَهُ) ط (سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ) ط (حَكِيمٌ) ه (عَدْنٍ) ط (أَكْبَرُ) ط (الْعَظِيمُ) ه (وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) ط (جَهَنَّمُ) ط (الْمَصِيرُ) ه (ما قالُوا) ط (لَمْ يَنالُوا) ج (مِنْ فَضْلِهِ) ط (خَيْراً لَهُمْ) ج (وَالْآخِرَةِ) ج (وَلا نَصِيرٍ) ه (مِنَ الصَّالِحِينَ) ه (مُعْرِضُونَ) ه (يَكْذِبُونَ) ه (عَلَّامُ الْغُيُوبِ) ه ج لاحتمال النصب أو الرفع على الذم. وكونه بدلا من الضمير في (نَجْواهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ) ط. (سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ) ط لإتمام الجزء مع اختلاف النظم. (أَلِيمٌ) ه.
التفسير : لما شبه المنافقين بالكفار المتقدمين في تكذيب الأنبياء والاشتغال بالنعيم الزائل بين أن أولئك الكفار من هم فذكر ست طوائف سمع العرب أخبارهم لأن بلادهم ـ وهي الشام ـ قريبة من بلادهم وقد بقيت آثارهم مشاهدة ، ولهذا صدر الكلام بحرف الاستفهام للتقرير. فأوّلهم قوم نوح وقد أهلكوا بالإغراق ، وثانيهم : قوم عاد وأهلكوا بالريح العقيم ، وثالثهم : ثمود وأخمدوا بالصيحة ، ورابعهم : قوم إبراهيم سلط الله عليهم البعوض وكفى شر ملكهم وهو نمرود ببعوضة واحدة سلطها على دماغه ، وخامسهم : أصحاب مدين قوم شعيب أخذتهم الرجفة ، وسادسهم : أصحاب المؤتفكات قوم لوط أمطر الله عليهم الحجارة بعد أن جعل مدائنهم عاليها سافلها. والائتفاك الانقلاب سميت مدائنهم بذلك لأن الله تعالى قلبها عليهم. ويمكن أن يراد بالمؤتفكات الناس لانقلاب أحوالهم من الخير إلى الشر. ثم قال (أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) أي بالمعجزات ولا بد بعد هذا من إضمار والتقدير فكذبوهم فأهلكهم الله. (فَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ) قالت المعتزلة : أي ما صح منه الظلم ولكنهم استحقوا ذلك بسبب كفرهم ، وقد مر الكلام في أمثال ذلك. ثم بين أن شأن المؤمنين في الدنيا والآخرة بخلاف المنافقين فقال (وَالْمُؤْمِنُونَ) الآية قال بعض العلماء : إنما قال هاهنا (أَوْلِياءُ بَعْضٍ) وهناك (مِنْ بَعْضٍ) [الآية : ٦٦] لأن نفاق