طائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ (٨٣) وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ (٨٤) وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ (٨٥) وَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللهِ وَجاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقالُوا ذَرْنا نَكُنْ مَعَ الْقاعِدِينَ (٨٦) رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (٨٧) لكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولئِكَ لَهُمُ الْخَيْراتُ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٨٨) أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٨٩))
القراءات : (مَعِيَ أَبَداً) بفتح الياء : أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص والمفضل (مَعِيَ عَدُوًّا) بالفتح : حفص فقط.
الوقوف : (أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) ط (فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) ط (وَرَسُولِهِ) ط (الْفاسِقِينَ) ه (فِي الْحَرِّ) ط (حَرًّا) م لأن المعنى لو كانوا يفقهون حرارة النار لما قالوا لا تنفروا في الحر. ولو وصل لأوهم أن جهنم لا يكون نارها أشد حرا إذا لم يفقهوا ذلك (يَفْقَهُونَ) ه (كَثِيراً) ج لأن (جَزاءً) يصلح أن يكون مفعولا له أو مصدر محذوف أي يجزون جزاء (يَكْسِبُونَ) ه (مَعِيَ عَدُوًّا) ط (الْخالِفِينَ) ه (عَلى قَبْرِهِ) ط (فاسِقُونَ) ه (وَأَوْلادُهُمْ) ط (كافِرُونَ) ه (الْقاعِدِينَ) ه (لا يَفْقَهُونَ) ه (وَأَنْفُسِهِمْ) ط (الْخَيْراتُ) ز لابتداء وعد الفلاح على التعظيم بدليل تكرار (أُولئِكَ) مع اتفاق الجملتين. (الْمُفْلِحُونَ) ه (خالِدِينَ فِيها) ط (الْعَظِيمُ) ه.
التفسير : عن ابن عباس ان عند نزول الآية الأولى في المنافقين قالوا : يا رسول الله استغفر لنا واشتغل بالاستغفار لهم فنزل (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ) الآية ، ومن المفسرين من قال : إنهم طلبوا من الرسول صلىاللهعليهوسلم أن يستغفر لهم وإن الله نهاه عنه. والنهي عن الشيء لا يدل على أن المنهي أقدم على ذلك الفعل. ثم إن الدليل قد يدل على أنه ما اشتغل بالاستغفار لأن المنافق كافر ، وقد ظهر في شرعه ان الاستغفار للكافر غير جائز ، ولأن الاستغفار للمنافق يجري مجرى إغرائه على مزيد النفاق ولأنه يلزم أن يكون النبي صلىاللهعليهوسلم غير مجاب الدعوة وإن أكثر في الدعاء. ومن الفقهاء من قال : التخصيص بالعدد المعين يدل على أن الحال